أبجد هوز… تنظير..!!

كنت من أشد المعجبين بتنظيره عندما كنت طالباً، لدرجة أنني عشقت المدرسة والصف ولم أعد أبالي ببرد الشتاء بالرغم من ملابسي الخفيفة وقسوة يد الطقس.
وبعد أن كبرت رأيت أن البرد والعذاب والتنظير ليس له طبقة ومكان.. فالذي يسكن الطوابق المرتفعة يشكو مرَّ الشكوى من عدم وصول المياه لطابقه ولا يستفيد من (الحرامي-الشفاط) لرفع المياه للخزان بسبب تقنين الكهرباء وبرامجها التي قد لا تتوافق مع موعد المياه.
أصحاب الجيوب الدافئة لو استمعت إليهم لوجدتهم ينظِّرون عن الغلاء ويشكون مرَّ الشكوى من سوء الهضم وغلاء أسعار السيارات الفارهة والشقق الفاخرة التي نبت لها ريش وطارت بسعرها نحو الفضاء.
التاجر الذي يحتكر ويتاجر بأحلام المواطن باتت له نظرياته الاقتصادية التنظيرية وأصبح منزعجاً من فكرة انخفاض سعر الدولار وراح يرزح تحت كابوس الخضوع لصفعة الليرة وعودتها بقوة للسوق.
تذكرت من كنت معجباً بتنظيره في مدرستي بعد أن سمعت عن طلاب المدارس ممن يضنيهم نظام التعليم المسائي ولا يجدون مدفأة تقيهم برد المساء.
أخبرني والد أحد الطلاب أن ولده مرتاح جداً في حصصه المسائية فالكتابة مع الأستاذ غير متاحة وبوسعه أخذ درسه في الظلام متنعماً بنعمة راحة اليد وسط أجواء حالمة بالكهرباء والدفء متقاسماً مع زملائه والأستاذ وليمة (البرد والظلام) المسائية.
الأستاذ بات هو أيضاً يشتهي أن يكون مديراً أو إدارياً فقط ليشاهد المدفأة وإن لم تكن تضج بالحياة.. يكفي فقط وجودها لبعث الدفء في كيانه القطبي.
يُنظِّر بعض المديرين اليوم أمام التلاميذ في المدارس ويقولون على لسان بعض المسؤولين إن مدارسهم غير مؤهلة لاستقبال المدافئ والوقود وكأنك أمام أمر مستحيل تحقيقه على أرض الواقع… وكل ما نرجوه ألا تكون نتائج طلابنا في المدارس المسائية المذكورة مقننة كحال الكهرباء والوقود.. وألا يكون من بين الطلاب معجبون مثلي بالتنظير عندما كنت في ظروف مدرسية مشابهة إلى حد ما…

 

منهل ابراهيم
التاريخ: الأحد 26-1-2020
الرقم: 17177

 

آخر الأخبار
بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية صناعيو الشيخ نجار وباب الهوى يتبادلون الخبرات  وزير المالية من درعا : زيادة قريبة على الرواتب ..  وضع نظام ضريبي مناسب للجميع ودعم ريادة القطاع ال... المبعوث الأميركي يستذكر فظائع الحرس الثوري في سوريا   الحرب بين إسرائيل وإيران.. تحذيرات من مخاطر تسرب إشعاعات نووية     معبر البوكمال يعود: سوريا والعراق يدشنان مرحلة جديدة من الانفتاح التجاري مع استمرار الحرب..  الباحث تركاوي لـ"الثورة": المشتريات النفطية الأكثر تأثراً    الحرب الإيرانية - الإسرائيلية ترفع فاتورة الطاقة وتُهدد طرق التجارة   مقتل العقلين الأمني والعملياتي لطهران.. محرابي ورباني ضربة موجعة تخصيب اليورانيوم.. المسار التقني والمخاوف الدولية المرتبطة بإيران