معين بسيسو أغنية على جبل النار

الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم:

تمر هذه الأيام ذكرى رحيل واحد من أعلام الأدب العربي، وشعراء المقاومة، الشاعر الكبير معين بسيسو الذي ولد عام 1928 في مدينة غزة، حي الشجاعية. تلقى علومه الابتدائية في مدارس غزة الحكومية وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. في سنة 1943 التحق بكلية غزة، وتعرف فيها إلى الشاعر المعروف سعيد العيسى الذي كان مدرساً للغة العربية وأدبها. بدأ النشر في مجلة «الحرية» اليافاوية ونشر فيها أولى قصائده عام 1946. التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد ما انهى دراسته في كلية غزة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة، وكان موضوع رسالته «الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى» وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى.
انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكراً، وعمل في الصحافة والتدريس، وفي 27 كانون الثاني 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة).
عمل معين بسيسو كمدرس في مدارس وكالة الغوث الدولية في غزة، وأصبح سنة 1955 مديراً لمدرسة مخيم جباليا، ولقد شارك في العمل الوطني طيلة الوقت، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله وحبسه مرات عديدة في تلك الفترة.
كان معين شيوعياً وصل إلى أن أصبح أميناً عاماً للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائباً للأمين العام مقيماً في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها، وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
نضاله
واجه معين بسيسو في بداية عمره فترة احتلال بلاده من قبل الانتداب البريطاني، وكان يواصل نضاله كلما تقدم في العمر، مما أدى إلى دخوله السجن واعتقاله مرات عديدة في غزة والعراق ومصر؛ حيث سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 وفي فترة اعتقاله تعرف على الكثير من المناضلين الفلسطينيين والعرب. وبعد الإفراج عنه من سجن الواحات سنة 1963 توجه إلى بيروت وظل فيها حتى حصارها سنة 1982.
إنتاجه الأدبي
في كلية غزة، تأثر بالشاعر سعيد العيسى، وعلى يد هذا الشاعر الكبير تعلم الشعر وأصوله. وتأثر أيضاً بالشاعر الفلسطيني أبي سلمى، كما كان لدراسته في قسم الصحافة، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تأثير كبير على تشكل شخصيته الثقافية.
وفي فترات اعتقاله وحبسه، كتب معين بسيسو بعضاً من قصائده التي تمت طباعتها في ديوان شعر مع قصائد أخرى كتبها شعراء مصريون من داخل السجن وهم: زكي مراد، محمد خليل قاسم، محمود توفيق، التي كانت بعنوان «قصائد مصرية»، وكان الإهداء: إلى بطل التحرر الوطني جمال عبد الناصر.
تنقل معين بسيسو في كثير من مدن العالم وعواصمه، من أهم الأحداث التي حصلت في تلك التنقلات هي الأسبوع الثقافي الفلسطيني التي تم في مدينة لندن عام 1984 بمرافقة صديقه الأديب يحيى يخلف والتي اشترك فيها أيضاً محمود درويش، سميح القاسم، إميل حبيبي وغيرهم من الأدباء الفلسطينيين.
كتب قصيدة «أغنية على جبل النار»، وهي قصيدة ثورية وطنية يقول فيها:
جبل النار
يا خيمة دم
في ريح الثورة منصوبة
ما زال وراء المتراس الثائر
ومن الوطن الهادر
وطن الزنبق
والأفق الأزرق
والأيدي المسنونة كالصخر الأحمر
في ليل الخنجر
في الليل الأصفر
من كلّ معسكر
يهديك ضحايانا قمصان الدم
والفجر الأحمر أنشوده
جبل النار
والصيحة في القلب
يا شعلة ورد
تتوهّج في أشواقي
ويضيء شذاها القلب
فترفرف في عينيّ الدرب
وترفرف أصوات رفاق
أسراب رعود
في آفاقي
جبل النار
يا صوت الزيتون الأخضر
يا صوت «زيادين» الهدّار
يا ظلّ السيف على عنق الخائن
لبيك أضأت لك البيرق
وأنا في الدرب.

من أعماله الشعرية
المسافر (1952م).
المعركة، أول دواوينه الشعرية (دار الفن الحديث، القاهرة، 1952م).
الأردن على الصليب (دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م).
قصائد مصريّة / بالاشتراك (دار الآداب، بيروت، 1960م).
فلسطين في القلب (دار الآداب، بيروت، 1960م).
مارد من السنابل (دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م).
الأشجار تموت واقفة/ شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م).
كرّاسة فلسطين (دار العودة، بيروت، 1966م).
قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
الآن خذي جسدي كيساً من رمل (فلسطين، بيروت، 1976م).
القصيدة/ قصيدة طويلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
الأعمال الشعرية الكاملة/ مجلد واحد (دار العودة، بيروت، 1979م).
آخر القراصنة من العصافير.
حينما تُمطر الأحجار.

أعماله النثرية
مات الجبل، عاش الجبل (1976).
باجس أبو عطوان/ قصة (فلسطين الثورة، بيروت، 1974م).
دفاعاً عن البطل (دار العودة، بيروت، 1975م).
البلدوزر/ مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م).
دفاتر فلسطينية/ مذكرات (بيروت، 1978م).
كتاب الأرض/ رحلات (دار العودة، بيروت، 1979م).
أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1972م).
الاتحاد السوفيتي لي (موسكو، 1983م).
88 يوماً خلف متاريس بيروت (بيروت، 1985).
عودة الطائر/ قصة.
وطن في القلب/ شعر مترجم إلى الروسية – مختارات موسكو.
يوميات غزة – غزة مقاومة دائمة (القاهرة) 1971.
ولابد من الإشارة إلى أنه كان من كتّاب جريدة الثورة السورية ويعد زاوية تحت عنوان: من شوارع العالم. وكذلك عمل في العديد من الصحف العربية.

التاريخ: االاثنين27-1-2020

رقم العدد : 984

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص