الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
جهل الناشر بقيمة الأعمال الأدبية العظيمة، دفعه إلى رفضها، من دون أن يدرك أنها ستنال مستقبلاً الحظوة وتصبح بين الأعمال الكلاسيكية.
تُرفض رواية «البحث عن الزمن المفقود» لمارسيل بروست، من قبل الروائي الفرنسي أندريه جيد، الذي قال عنها «إنها عمل رديء ومفكك». وبعد زمن يعتذر أندريه جيد نادماً على جهله.
يقوم ناشرون عدة برفض «عوليس» لجيمس جويس، وتصبح أيقونة روائية فريدة. ويصاب جي دي سالنجر بخيبة أمل من رفض روايته «الحارس في حقل الشوفان». فيما أرهق برنارد شو قراء دور النشر برواياته، ما اضطرهم إلى مخاطبته بقسوة: «لا تعاود إرسال مخطوطات إلينا».
حين كان ت. إس إليوت مديراً لدار «فابر أند فابر»، رفض رواية «مزرعة الحيوان» لجورج أورويل، بحجة أنها غير مقنعة.
هذه المصائب اقترفها كتّاب كبار على مستوى العالم، كانوا مدراء دور نشر.
أما اليوم، في هذا العالم الذي يفتقد إلى روائيين مخضرمين في دور النشر، فإن وضع المؤلف سيكون كارثياً بامتياز، لأن القارئ المسؤول عن النشر يفتقد لأدنى درجات الاحترافية والفكر المستنير. وهنا لايمكن اتهام كل دور النشر، بل الغالبية العظمى منها، والدليل هو هذه الروايات السخيفة والضعيفة التي تروج لها دور النشر على أنها أعمال عظيمة.
إن الضخ الإعلامي للدار اليوم، هو من يصنع الكاتب، وليس الموهبة. والسبب بسيط، وهو أن العامل المادي هو أساس النشر، حتى لو كانت الروايات المنشورة لا ترقى إلى مستوى الكتابة الإنشائية المدرسية.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء4-2-2020
رقم العدد : 985