فساد «تحت الطلب»..!!

 

 

سنوات طوال والفساد ينخر في مفاصل بعض المؤسسسات العامة حتي بات أخطبوطاً اخترقت أذرعه بنيان تلك المؤسسات والإدارات .. أذرعه السرقة والتزوير والغش والرشوة..
إلا أن أخطر أنواع الفساد هو (الإداري) الذي يؤدي إلى انتشار باقي الأنواع دون رادع أو رقيب .. أو حتى حسيب..!! المشكلة هي في كيفية انتقاء الكوادر المؤهلة لشغل المناصب الإدارية التي تطغى عليها المحاصصة والمحسوبية والنفوذ دون الالتفات إلى المؤهلات أوالمزايا المهمة التي يجب أن تتوافر بالشخص (المنتقى)لهذا المنصب أو ذاك…
هنا وقعنا في العجز.. والذي تكرر مع مرور الزمن حتى تراكم لدرجة أنه بات جداراً يصعب تجاوزه ..!!
أما النوع الثاني من الفساد المتغلغل في إداراتنا العامة (بإذن قانوني) هو العقود ومجرياتها في القطاع العام والتي تعتمد على نظام العقود في مجالاته المتعددة المتعلقة بميادين الانشاءات والمشتريات والخدمات، فالفساد حالة قائمة في معظم العقود بدءاً من وضع دفاتر الشروط ومروراً بالتصاميم والدراسة وانتهاء بالتنفيذ…!!
في المرحلتين الأولى والثانية تكون الدراسة والمعطيات مثالية والهدف رفع قيمة العقد .. أما عندما تصل إلى مرحلة التنفيذ نرى (خصورة) متعمدة للكميات بطريقة غريبة ومخيفة، والغاية هنا تحقيق مكاسب مادية غير مشروعة..!!
القضية الخطيرة (تشابك الفساد) المرعب بين حلقات تلك العقود من الإدارات والعارضين والمتعهدين وحتماً المنسحبين من تلك العقود لمصلحة أحد آخر يكون له حصة..!! أما الجهات الرقابية فهي تغط في نوم عميق !!
نحن نعرف أن مسؤولية الجهات الرقابية هي دراسة هذه العقود قبل عرضها من الناحية القانونية والمالية.. والهدف هو تلافي الأخطاء إن وجدت في هذه العقود على مبدأ (درهم وقاية) ..
إلا أن الذي يحصل هو (الاصطياد في الماء العكر) وترك الإدارات تنجز عقودها لتدخل الجهات الرقابية على الخط وتبدأ تحقيقاتها التي لاتنتهي إلا بالرضا المتبادل..!!
إذاً نحن بحاجة إلى جهات رقابية تراقب على الهيئات الرقابية الموجودة .. وبحاجة إلى إشراك أكثر من جهة (دورية مشتركة) والإعلام يكون أحد أعمدتها لمراقبة العقود وتنظيمها وتنفيذها.. مع ضرورة تعديل نظام العقود المعمول به لتلافي الثغرات التي فتحت الباب واسعاً لاستشراء الفساد .. والذي على مايبدو لن يفيد معه إلا الاستئصال .. فالمرض بات معقداً.. والأدوية المسكنة عجزت عن إيقاف تمدد «التورم»..!!
شعبان أحمد

 

التاريخ: الأربعاء 5 – 2 – 2020
رقم العدد : 17185

 

آخر الأخبار
الخارجية ترحب بمبادرة قطر: خطوة حاسمة لتلبية الاحتياجات الملحة للطاقة في سوريا الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا