الملحق الثقافي:عقبة زيدان:
يعلن إيكهارت تول، بأن أكثرية العلماء ليسوا مبدعين، ليس بسبب عدم معرفتهم كيف يفكرون، وإنما بسبب عدم معرفتهم وقف التفكير.
هي فكرة إشكالية، لأن وقف التفكير أحياناً يكون ضاراً بالجنس البشري. ويحزن أحدنا على فقدان مفكر من طراز ستيفن هوكينغ لما له من فضل على هذا العالم، رغم أنه لم يتوقف عن التفكير حتى لحظاته الأخيرة.
وإذا دققنا في عبارة «تول» جيداً، فإن شيئاً آخر يتضح أمامنا، وهو أن عدداً هائلاً من الكتّاب في العالم لا يتوقفون عن القول والكتابة، مع أن ما يكتبونه لا يشكل أية إضافة إلى ما كتبوه سابقاً.
وبالانتقال إلى العمل الإبداعي، فإننا سنجد الأمر أكثر جلاء ونصوعاً. فخلال مقارنة الأعمال التالية لبعض الكتّاب الكبار، سنجد أن الثرثرة اللغوية هي التي تتخم العمل وليس الأفكار الجديدة، وكأن الكاتب أفرغ كل ما في جعبته في أعماله المبكرة (وفي الغالب في العمل الأول)، ثم صار يكرر نفسه، وبشكل مقيت، لدرجة تظن أن كاتباً آخر هو الذي يكتب عنه.
تستمر مشكلة عدم التوقف، لأسباب لها علاقة بالكسب المادي. فمن غير المعقول لكاتب يرتزق من اسمه، أن يتوقف، حتى لو تأكد تماماً أنه يكتب هراء لا معنى له ولا قيمة.
التوقف عن الكتابة واجب وضروري، فهو يبقي الكاتب بكامل هيبته أمام قرائه، هذا إذا كان يهمه رأي القارئ. ولكن ما يصدر الآن، لا يبشر سوى بمزيد من الكتابة التي تضر ولا تنفع.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء25-2-2020
رقم العدد : 988