أطمـــاع قاتلـــة

تقود سياسات رئيس النظام التركي أردوغان، أطماع توسعية محاولة منه لاستعادة إرث العثمانية البغيضة التي غزت الوطن العربي ووسط أوروبا، وهو بذلك لا يعترف بالقانون الدولي ولا بحدود الدول المعترف بها في منظمة الأمم المتحدة تحت أعلام وجغرافيات معلومة.
فهو لا ينفك يتحدث أمام أتباعه عن الحدود التركية العابرة للجغرافيا، ويتوهم أن تركيا أكبر من حجمها الحالي، فعن أي دولة يتحدث؟ إنها تركيا العثمانية التي احتلت معظم جغرافيا الوطن العربي قبل 500 عام تقريباً، والتي يحلم ويتوهم باستعادتها.
ولمن يسأل عن سبب وجود جنود الاحتلال التركي في محافظة إدلب، عليه أن يقرأ في أوهام أردوغان التي يعبر عنها بكل جلافة وعنجهية مستمدة من إرث عثماني بغيض يلفظه العرب كما الشعوب الأوروبية التي عانت من جرائم المحتل العثماني على مدى عدة قرون بدءاً من القرن السادس عشر.
الرجل المريض بأطماعه وأحلامه لم تعد ترضيه تركيا بحدودها الراهنة، فهي كما يتوهمها أكبر بكثير من جغرافيتها تمتد «حدودها» المرتبطة «بعقل أردوغان المريض» من ليبيا على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط إلى العراق وشبه جزيرة القرم والقوقاز إلى مقدونيا بعد اليونان، وهو يصر أنه سيواجه من يحاول حصر تركيا داخل حدودها.
لا نشك بأن سياسات السلطان العثماني مصيرها الفشل، لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك أنه مؤمن بأوهامه حد الموت ويخطط لتحقيقها ليل نهار، فلا يوفر فرصة إلا ويحاول استغلالها لخدمة الوهم القاتل، فخلال زيارة الجزائر حاول اللعب على التاريخ الاستعماري الفرنسي للجزائر وكأن الاستعمار التركي لها كان أقل إجراماً.
وبالأمس من أذربيجان استغل وجوده ليعلن أن موضوع إقليم كاراباخ هو قضية تركية، كما فعل بمسألة إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند وقضية الإيغور في الصين، وهو لن يتورع عن ممارسة أبشع أنواع المكر السياسي لتحقيق أحلامه العثمانية.
ونحن على ثقة بأن أوهام وسياسات أردوغان سوف تتحطم في سورية أمام خطوات الجيش العربي السوري الذي يدك اليوم معاقل إرهابييه ويسقط طائرات استطلاعه ويدمر دباباته ومدرعاته، ولن تقف في وجه بواسله سياسات عثمانية ولا مرتزقة جمعها من القوقاز والإيغور، وتلك الأطماع والأوهام القاتلة سوف تقتل صاحبها.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 26-2-2020
الرقم: 17203

آخر الأخبار
الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر