الملحق الثقافي:رجا ء شعبان
كفى تُنهيني.. كفى تُحييني
كفى تُرهِفُني.. كيف تُشغِفُني
كفى تفتنني.. كفى تُجنّني
كفى تَحويني.. كفى تُقصيني
لي ربٌّ سواكَ يحميني!
كفى.. قنديل قلبي انطفى
أوقفتُ سماعي البصّارات
والدوران في فَلَك الأبراج
أوقفتُ ترقّبي لكَ
أيّها المنجّم الذي أوهمني
بِشغفٍ عظيم
وكان شغفكَ صادق!
لتعود بِفَلَكٍ آخر
تُوهمني بكرهٍ كبير
وكان كرهك كاذب!
«كذبَ المنجّمون ولو صدقوا»!
كفى تتحكّم بي
من دون دِراية.. كفى
كفى توبّخني.. كفى «تُهلوِسُني»
كفى تعنّفني.. كفى
يا مخلوقاً تسرّبَ من روحي
كفى أمرك.. كفى نَهْيُكَ
يا ضلعكَ الأعوج بِصدركَ لِيقيكَ، أنا!
وشرياني الموصول بروحي لأحياكَ، أنت!
كفى يا عصفوراً وقفَ على نافذتي يغرّد
يُوقظني من حلمي
وأنا الرئيفة بكل عصافير الأرض
والشغوفة بِسحركَ
الذي أهبطَ روحي
ودخلَ بِوَلهٍ قفصَ ضلوعها
لماذا أنكرتَ بي وجودك؟
لماذا عاديتَ لحنكَ؟
لماذا.. لماذا؟
كفى.. كفى.. كفى!
ها باب القفص فتحْته وأطْلَقْتُكَ
عانقْ الهواء
واحترس من شغفٍ أخذْتهُ منّي،
يُوقعك بِمغزل الصيّادين
هم يريدونك.. حقّاً
لكن لماذا؟!
ليتني أبقى أراك
ذاك الجميل في الفضاء
ولا تُنغرز بِشغافِ محتال!
يا طيري الأجمل،
فالطير نَسَبهُ للغناء
حتى من بعد الفناء!
التاريخ: الثلاثاء3-3-2020
رقم العدد : 989