اللاذقية – ابتسام هيفا- ثورة أون لاين:
جمعية إيثار.. هي جمعية خيرية عمرها من عمر الحرب على سورية تقدم يد العون والمساعدة لجرحى الجيش العربي السوري إيمانا منها بالوقوف الى جانب الجندي الذي تخلى عن كل شيء في حياته وسلك طريق الجهاد والمقاومة فضحى بأغلى ما يملك دفاعا عن وطنه سورية ..
السيدة دعد العجي مديرة الجمعية تقول :
يتركز عملنا على العناية بالجرحى الذين أصيبوا الحرب , فنحن نتواجد في مشفى الشهيد زاهي ازرق العسكري في اللاذقية منذ الصباح لاستقبال المصابين وتقديم المساعدات العينية والطبية .. وخلال مسيرتي في عملي التطوعي بجمعية إيثار في إسعاف الجرحى وتأمين مستلزماتهم جمعني العمل الإنساني بمجموعة أفراد من شباب إيثار الذين أخذوا على عاتقهم تقديم المساعدة والعون بالسبل المتاحة والإمكانيات المتوافرة، كنا ننظم زيارات إلى منازل الجرحى في قرى اللاذقية وجبلة ، ونقدم لهم الدعم المعنوي ، لكن بعد ازدياد عدد الجرحى وازدياد الحاجة كثفنا عملنا ودعمنا إمكانياتنا ليصبح الدعم معنوياً ومادياً، وأدركنا أن الزيارة الواحدة للجريح لا تكفي، وضرورة وجودنا على الأرض شجعتني على العمل أكثر.
أصبح عملي على نطاق واسع، أتابع علاج الجرحى في المستشفى، وأستمر بمتابعتهم في المنزل، أقابلهم بابتسامة لا تفارق وجهي وكلمات تعطيهم الثقة والأمان، أقول لكل جريح: أنا أمك، وأي شيء تحتاج إليه أخبرني لتأمينه لك، أشعر بالغبطة حين ينادونني أمي .. فعلاقتي معهم علاقة الأم بأبنائها، وهناك بعض الجرحى أشرف عليهم منذ سنوات، فهم يجدون بمعاملتي حنان الأم الذي فقدوه، كما أقوم بتجهيز وجبات الطعام في منزلي وإحضارها إلى الجرحى في المستشفى وتأمين الملابس، إضافة إلى ذلك أعمل على تنظيف جراحهم وتضميدها.
وتضيف السيدة العجي .. ومن ضمن أولوياتنا الاهتمام بعناصر الجيش على الجبهات من خلال زيارة المواقع المتقدمة وتقديم تقديم اللباس ووجبات الطعام إضافة إلى الاهتمام بعائلات الشهداء والجرحى وأبنائهم وأبناء الفقراء من خلال المعهد التعليمي المجاني في الجمعية الذي يتضمن كادر تعليمي متطوع مهمته القضاء على محو الأمية بالتعاون مع دائرة تعليم الكبار حيث تم تخريج تسع دورات محو أمية ومعظم الدارسين مهجرين من مختلف المحافظات والاهتمام بالأسر المهجرة من مختلف الأطياف والأرامل والأيتام ضحايا الحرب.
من ضمن أنشطة جمعية إيثار بينت العجي أنهم يقومون بحملات التبرع بالدم بشكل دوري بمناسبة الأم وعيد الجيش وكلما دعت الحاجة إلى لذلك.
إضافة إلى فعالية كل عام تخص أطفال مرضى السرطان من خلال تقديم الدعم النفسي لهم والهدايا العينية .. إلى جانب الاهتمام بالبيئة هناك فعالية للجمعية وهي حملة تشجير سنوية تتم فيها إعادة تأهيل الغابات الجميلة في اللاذقية التي أحرقت بفعل الإرهاب .
ومن المبادرات التي تقوم بها الجمعية الاهتمام بالجانب الاجتماعي للجرحى ومساعدة بعضهم بتيسير أمور بالزواج والتكفل بمصاريف الخطبة والزواج حيث أقمنا في الشهر الماضي حفل زفاف جماعي لاثنين من جرحى الجيش والثالث عسكري وأخ شهيد .. ونهتم بالجرحى معنويا من خلال فعاليات ثقافية كحضور المسرح والحفلات .
وفي مقر جمعية إيثار هناك نقطة طبية للأسر الفقيرة تقدم العلاج المجاني الأدوية المجانية المتوفرة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر وذلك مرة بالأسبوع.
وعن آخر الفعاليات التي قامت بها الجمعية في هذا الشهر إعادة إحياء الأراضي المحروقة بفعل الإرهاب بالتعاون مع مديرية الزراعة ونقابة المهندسين الزراعيين – جمعية النحالين السوريين فرع اللاذقية – وبمشاركة طلاب الصف التاسع في معهد إيثار التعليمي المجاني بحملة تشجير حيث تمت زراعة النباتات الرحيقية في قرية الدفلة منطقة البسيط وهي غراس خرنوب – اكاسيا – روبينيا – مورينغا عن أرواح شهداء سورية وجرحاها .
وعن العمل التطوعي تقول السيدة دعد .. أغلب وقتي خارج المنزل في المشفى ومع الجرحى وعلى الجبهات أعمل بكل حب لأثبت للعالم دور المرأة في المجتمع و أنها ناجحة في كافة المجالات ومؤمنة بنشر ثقافة التطوع والعمل الإنساني، وكم أشعر بالفخر حين أسمع جريح يناديني أمي وعلى الجبهات ينادوني أم الجرحى .. وهذا مدعاة فخر لي ولأسرتي وسبب محبة الغير لي سواء أكانوا من الجرحى أم من الطواقم الطبية والتطوعية الذين أعمل معهم جنب إلى جنب في خدمة الجرحى