ثورة أون لاين- ابتسام هيفا:
يأتي يوم المرأة العالمي و المرأة السورية الصامدة تعيش أحلك حقبة في تاريخ بلدنا .. فهي تعاني من المحن والمصائب والويلات فقد أصبحت أم الشهيد .. زوجة الشهيد .. أخت الشهيد وابنة الشهيد .. وبرغم الظروف القاسية السائدة اليوم ما زالت تثبت للعالم أجمع في ظل الحرب الكونية التي تعيشها سورية، أنها النموذج المقاوم لقوى والظلام ، فهى كعادتها تقاوم بكل ما لديها من وسائل وأساليب رغم الآلام والجراح التى تعصف بها، فمنهن من رأت بأم عينيها كيف فقدت ولدها وفقدت زوجها وبيتها الذي كان يأويها.. ولكنها لم ولن تستلم لهذا الواقع الأليم ، بل هي الثائرة التي تمسك بيد ولدها الجامعي وترسله للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري وهي التي تنتظره بأن يأتيها شهيدا أو منتصرا .. وليس ابنها الذي ترسله للدفاع عن أرض سورية بل وابنتها التي رأيناها جنبا إلى جنب مع رفاقها في السلاح لمحاربة الإرهابيين متخلية عن حلمها كأنثى إيمانا منها بأن الحرب التي تخوضها هي معركة وجود فإما التضحية و النصر ولا للاحتلال والظلم .
والمرأة في سوريا تحتل موقعا اجتماعيا مميزا كفلته القوانين ورسخته العادات والتقاليد .. فهي سيدة محترمة في بيتها ومجتمعها تدير حياتها باقتدار وتتمتع بحقوقها كاملة .. وبالتزامن مع قدوم ثورة الثامن من آذار مع عيد المرأة العالمي يتجدد العهد والإصرار على مواصلتها مسيرتها النضالية إلى جانب الرجل .. فهي المرأة المتعلمة والقادرة بجميع مناحي الحياة في التعليم والصحة والهندسة والفن والأدب و حتى الجيش فلدينا اليوم الآلاف من خريجات الكليات والمعاهد العسكرية كل ذلك ضمن بيئة وفرت للمرأة الاحترام والتقدير .. وتبوأت مراكز مرموقة سبقت فيها الكثير من النساء العربيات وكل هذا إيمانا من المجتمع السوري بأن المرأة نصف المجتمع وبدون هذا النصف سيبقى المجتمع يعاني من الشلل النصفي.
هنيئا للربيع في عيد المرأة لأن بدايته جاءت بمباركة منها.. وهنيئا للأزهار لأنها ستستمد عبقها من عطر الأمومة الفواح .. وكل عام ونساء سورية بألف خير ومحبة