ثورة أون لاين-فردوس دياب:
يرسم آذار وجهه على ربيعه المتجدد الذي يعيد الى الذاكرة مرحلة مهمة من كفاح ونضال السوريين ضد أعدائهم الذين لم ينقطعوا يوما عن حياكة المؤامرات ضد وطننا وشعبنا العظيم. يعود آذار ليفتح دفاتر الانتصار والصمود التي ما يزال يكتبها اليوم جيشنا البطل بدماء شهدائه وتضحيات وبطولات أبنائه الذين علموا العالم معاني جديدة في المواجهة والبطولة والتشبث بالحق مهما كانت الثمن غالياً. لقد رسخت ثورة الثامن من آذار القيم الخلاقة التي كان على رأسها حب الوطن والصمود والنهوض بالمجتمع وحمايته من كل الشوائب والمعتقدات البائدة والمتطرفة والمتخلفة، فكانت المرأة السورية أحد أهم أركان وركائز تلك القاعدة لتخوض مع الرجل كل معارك البناء والتطور والكفاح ضد الغزاة والمستعمرين، ولتكون معه في خندق واحد لمواجهة ذلك الطوفان المتواصل من التحديات والمؤامرات، في ذلك الخندق الذي أرادته ثورة آذار للمرأة أن تكون فيه، خندق العزة والكرامة ومواجهة الظلم والاستبداد والصمود في وجه كل العواصف والأعاصير القادمة من كل الجهات والتي تستهدف الوطن بكل أبنائه. على امتداد الوطن تتجسد قيم ومبادئ ثورة الثامن من آذار، تتجسد واقعا ملموساً بعد نحو تسع سنوات من الحرب الإرهابية على الشعب السوري، حيث تجد في كل بيت أيقونة عطاء وتضحية وحكاية صمود وإرادة، وأسطورة شموخ ومقاومة، وفي كل بيت أم لشهيد أو شهداء، أو زوجة شهيد أو أخت شهيد أو ابنة شهيد أو شهيدة. وبقدر ما رفعت قيم ومبادئ ثورة الثامن من آذار من شأن المرأة وأعلت قيمتها، بقدر ما كانت الحرب الإرهابية الممنهجة ضد أبناء شعبنا موجهة وإلى نحو كبير لاستهداف المرأة والنيل من كرامتها وامتهانها على اعتبار أنها كانت ولاتزال تحتضن الانسان والمكان وكل القيم النبيلة التي تتصف بها المرأة السورية عبر التاريخ ، حيث كانت المرأة المناضلة والمبادرة الى التضحية والفداء والعطاء بلا حدود، وهذا الامر هو الذي يفسر السبب الرئيس وراء استهدافها المباشر من قبل الغزاة ووحوش الإرهاب بالأشكال والصور كافة – امتهانها وإذلالها وقتلها وتشريدها وتجويعها وبيعها في سوق النخاسة- دون أدنى رحمة أو شفقة أو دون أدنى اعتبار لكل الحريات والحقوق التي لطالما صدع بها الغرب رؤوسنا والتي هي في حقيقة الامر مجرد شعارات وذرائع لاحتلالنا واذلالنا وارجاعنا قرونا إلى الوراء إلى عصور الجهل واللاإنسانية بهدف الدفع بالإنسان العربي الى جحيم التخلف والظلم والاستبداد والقهر والخواء الإنساني والفكري. ثورة آذار قاعدة صلبة ومتينة لحماية الحقوق وصون الحريات ومواجهة الاحتلال بأشكاله وأوجهه وأقنعته كافة واضعة نصب عينيها تحطيم أسوار الجهل والتخلف والاستعمار، وكسر قيوده و فتح الباب على مصراعيه أمام الإنسان العربي للخروج والانطلاق والتحليق عالياً في عوالم العلم والفكر والحريات التي شكلت منطلق الحزب وقاعدته الحقيقية لبناء الإنسان العربي الذي أدرك مع بزوغ فجر الثامن من آذار انه وضع قدمه على طريق لا رجعة فيه إلى الوراء، طريق الحرية التي كانت ولا تزال مضمخةً بدماء شهدائنا الأبطال وتضحيات رجالات جيشنا البطل.