الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
حين هاتفتُ الصباحَ
لأسأله عنك.. انكفأ
فهرعتُ أوقظُ النجمَ
علّه يعرفُ دربَ
صديقِ الشفق
أربعون يوماً وأنتَ برسمِ الغيابِ
أربعون ليلةً وأنا برسمِ الاحتضارِ
أجمعُ أوراقَ الشجر
لأنثرَها عند الفجرِ
على دروبٍ أجهضتْ فرحَها
لأعلقَها على أبوابٍ
علا الصدأُ أقفالَها
لأزرعها في أكفِّ صغارٍ
يقرؤون على نيةِ الغد
سورةَ الانشراحِ
«وقل أعوذُ بربِّ الفلق»
أربعون يوماً
والبصرُ زائغٌ يهوى الذبول
والنطقُ أمسى من الذكرى
أصواتُ العويلِ علتْ
والنحيبُ أضحى سيدَ الموقف
أمُّكَ تبكيك
وأمي تبكينا
وأنا أبحثُ عن يديك
فيلسعني صقيعُ الفراغ
أربعون ليلةً
وصوتُ الخلو جواري يُرديني
فالوسائدُ ما زالت تئن
وقميصُكَ الكحلي
يبحث عن جسدٍ يلفه
وأشياؤك الصغيرةُ
تسألني عن سيدها
وأنا أستنطقُ الجدرانَ.. فتبكي
وأستجوبُ الأبوابَ.. فتبكي
وأهددُ الأريكةَ بالهجران
إنْ لم تتكلمْ
وأزيلُ الصورَ من على الجدران
ولكنْ.. لا شيء منها سوى البكاءِ
أربعون يوماً وأنتَ برسمِ الغيابِ
أربعون ليلةً وأنا برسمِ الاحتضارِ
أنتظرُ أيَّ شيءٍ منكَ
أبحثُ عن يديك.. عن عينيك
عن فتافيتِ السكرِ الغافيةِ
فوق شفتيك
عن تلك الوردةِ الحمقاءِ
عن فنجان القهوةِ،
عن الجرائدِ، عن الأقداحِ
ولكنْ.. لا شيء يأتيني منك
سوى الفراغِ
والمزيدِ من الفراغِ
التاريخ: الثلاثاء10-3-2020
رقم العدد : 990