ثورة أون لاين -براء الاحمد :
في الأزمات وخاصة في الحروب ومنعكساتها السلبية الاجتماعية والاقتصادية على الفرد والأسرة والمجتمع، تبقى فكرة المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر هي الرافعة الحقيقية للنهوض الاقتصادي، وهنا سنخص بالذكر تلك المشاريع الإنتاجية الموجهة للأسر الريفية التي تساهم في تحسين دخلهم وتمكين معيشتهم في قراهم.
هذا الجانب تنبه إليه اتحاد الغرف الزراعية السورية منذ العام 2017 وبدأ بأول خطواته حيث تم تقديم 3302 حديقة منزلية متضمنة شتول وبذار وسماد ومبيدات تكفي لزراعة 500م2 وهي حدائق موسمية صيفية وشتوية، بالإضافة لتقديم خمس وحدات تصنيع ريفية بكامل مستلزماتها بمعدل وحدة لكل خمس أسر ريفية في محافظات السويداء وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية، تقوم بتصنيع منتجاتها سواء مربيات أو ألبان وأجبان أو مخللات وغيرها، هذا ما قاله رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو.
وبين كشتو أن الخطوات الأولى كانت مغامرة وراهنا نحن على نجاح هذه التجربة، منوهاً أن تمويل منح هذه الحدائق والوحدات هو بالشراكة بين برنامج الغذاء العالمي والاتحاد وبإشراف فني من وزارة الزراعة.
وأوضح كشتو أن المرحلة الثانية من المشروع كانت في نفس العام حيث توسعت رقعة المستفيدين إلى محافظات أخرى بعد النجاح التي حققته المرحلة الأولى، حيث زاد عدد المستفيدين إلى 3000 أسرة وانضمت محافظتي طرطوس والقنيطرة إلى المحافظات السابقة، وفي عامي 2018- 2019 ارتفع عدد المستفيدين إلى 10000أسرة مستفيدة من المنح و40 وحدة تصنيع جديدة لـ200 أسرة وهنا انضمت محافظة حلب إلى المحافظات السابقة، قائلاً: في المرحلة الرابعة خلال عامي 2019 -2020 قدمنها 7700 حديقة جديدة وأدخلنا مكوناً جديداً للمنح هو التربية المنزلية للدواجن حيث تم توزيع 1850 منحة دواجن بمعدل 20 دجاجة بياضة مع 200 كغ علف ومعلفين ومشربين لكل أسرة بالإضافة للمتابعة الفنية المستمرة من قبل بيطريين مختصين.
وأضاف كشتو في المرحلة الرابعة ارتفع عدد منح وحدات التصنيع إلى 97 وحدة وبلغ عدد المستفيدين منها 485 أسرة ، وهنا أضفنا مكوناً جديداً هو التربية المنزلية للأسماك حيث تم تقديم 25 منحة مع ربطها بحدائق الخضار المنزلية ليتم الاستفادة من مياه نواتج الأسماك في ري الحدائق وما تتمتع به هذه المياه من مكونات نتروجينية وبروتينية مفيدة للنباتات.
وأكد كشتو أن فكرة وحدات التصنيع انطلقت من ربط الحدائق المنزلية بهذه الوحدات من خلال تصنيع منتجات الحدائق وتحقيق قيمة مضافة ليصبح لدينا حلقة إنتاج متكاملة ومنتج جاهز للتسويق يتمتع بمواصفات عالية من حيث الجودة والنظافة حيث تم تدريب تلك الأسر من قبل كادر فني أكاديمي على معايير السلامة الصحية والجودة واستخدام الأدوات وأساسيات لتصنيع بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى التدريب على حساب الكلف وإنشاء سجل محاسبين، لافتاً إلى أن الدعم الفني مستمر بشكل يومي من خلال مهندسين متخصصين.
وأشار كشتو أن الاتحاد قدم مع معدات الوحدات مجموعة مواد تشغيلية لمساعدة تلك الأسر على البدء بالعمل وتخفيف الكلف عنهم كالسكر والزيت والأكياس والعبوات الفارغة وغيرها، منوهاً أن إجمالي الوحدات التصنيعية المقدمة حتى الآن 143 وحدة متكاملة في 8 محافظات هي السويداء والقنيطرة ودرعا وريف دمشق وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة وحلب استفاد منها 715 أسرة.
وعن الجانب التسويقي قال كشتو: جميع منتجات وحدات التصنيع يتم بيعها فور تصنيعها في محيط تلك الوحدات وهي مطلوبة وهذا كان عاملاً مشجعاً على الأستمرار، منوهاً أنه تم أيضاً ربط الوحدات في المحافظات ببعضها ليتم تبادل المنتجات وخاصة أن النتاجات متنوعة بحسب كل منطقة، وكذلك تم ربطها بالمعارض ، وكذلك إقامة معارض خاصة بها وأسواق خاصة لتصريفها كما حدث في حمص، مضيفاً: حتى أن بعض الأسر المستفيدة وسّعت عملها لتلبية طلبات خارجية للمناسبات وخاصة الحلويات .
وعن الصعوبات تحدث كشتو قائلاً، أهم الصعوبات تتعلق بعوامل الطاقة “الكهرباء والغاز” مؤكداً أن الاتحاد راسل معظم المحافظين لإعطاء هذه الوحدات الموافقات والتسجيل الذي يمكنهم من تأمين حوامل الطاقة وخاصة الغاز، مشيراً إلى ان قرار وزير الزراعة بإحداث السجل الوطني سياساعد تلك الوحدات على تأمين مستلزمات الطاقة تصريف منتجاتها أكثر.
وختم كشتو: يسعى الاتحاد مع الجهات لمانحة للتوسع الأفقي في هذا المجال وتقديم الدعم والمنح ليشمل أسر ريفية إضافية في كافة المحافظات بما يحقق الاكتفاء الذاتي لتلك الأسر ويقدم عائد مادي لهم.