ثورة أون لاين – فردوس دياب
لم ينتظر أن يناديه الواجب، فقد هب مسرعاً للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري ملبياً نداء ضميره وانتمائه وحبه للوطن، هو الشهيد أنس علي القصاب الذي آثر التضحية بروحه ليحيا الوطن حراً عزيزاً وشامخاً. كان يقين النصر يعلو قامته، ويقين الشهادة يزين مُحياه وطلعته وكلماته، فقد أدرك مبكراً جداً أنه سوف يرتقي الى العلا، لأن الوطن قد اختاره سفيراً جديداً للبطولة والشجاعة والفداء. السيدة دلال رسلان والدة الشهيد أنس علي القصاب حدثتنا عن خصاله الحميدة حيث قالت: كان شهماً وشجاعاً وكريم الاخلاق وطيب النفس محباً لعائلته وأصدقائه وأهله، وكان يسارع الى مساعدة الاخرين حتى لو كان على حساب وقته وعائلته.
وتضيف والدة الشهيد أنه كان يحب وطنه جداً فقد أزعجه أن تعتدي دول الاحتلال والاستعمار على شعبه ووطنه، ولهذا كان من الذين سارعوا للانضمام الى صفوف القوات المسلحة ليدافع عن تراب الوطن ويحمي أبناءه ومقدساته وحضارته ومستقبله.
وقالت السيدة رسلان إن ابنها الشهيد قرر من تلقاء نفسه الذهاب الى شعبة التجنيد، حيث قدم طلبا للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري في تموز عام 2012 ، وكانت فرحته عارمة عندما جاءت الموافقة على طلبه، حيث سارع الى حزم حقائبه في اليوم التالي مفضلاً عدم الانتظار لحظة واحدة، فالوطن ينتظره، وبعد أيام قليلة من التحاقه بصفوف مقاتلي الجيش العربي السوري ــ تضيف والدته ــ أصيب فلذة كبدها عندما كان ينقذ أحد رفاقه على إحدى الجبهات التي كانت مشتعلة في مدينة حلب آنذاك.
الشهيد البطل لم تثنه إصابته عن بلوغ حلمه ومبتغاه في الدفاع عن الوطن والشهادة في سبيله، حتى إنه لم ينتظر شفاء جروحه، حيث تؤكد والدته أنه سارع مجدداً للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري، ليخوض مع رفاقه أشرس المعارك مع المجموعات الإرهابية وليكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وبينت السيدة رسلان أن ابنها الشهيد كان مرهف الإحساس والمشاعر، حتى إنه في آخر إجازة له كان قريبا من الجميع وبمنتهى المحبة والحنان، مالفت الانتباه إلى كل من حوله ، خاصة مع طفلته الوحيدة ميرال وكأنه كان يعرف أنه لن يراها مجدداً.
وفي تاريخ 12 -8-2013 تضيف والدته، وصل نبأ استشهاده وارتقائه الى جنان الخلد مع رفاقه الشهداء، حيث تلقت الخبر بكل شجاعة وإيمان وصبر، وقام جميع أهل القرية باستقبال جثمانه وتشييعه الى مثواه الأخير، ليكون نوراً ومنارة يهتدي بها كل أهله وأصدقائه وأحبته وكل من عرفه. والشهيد أنس علي القصاب من مواليد قرية البودي بريف اللاذقية 8-1-1987، وهو ثالث أخوته من أسرة مؤلفة من خمسة أبناء. الرحمة لشهداء الوطن و لروح الشهيد أنس القصاب والصبر والسلوان لوالدته التي كانت كما أمهات شهداء سورية مثالاً للصبر والعزيمة والشموخ.