لاشك أن ثمة مهرجانات ثقافية أقامتها وزارة الثقافة في العديد من المحافظات السورية, وقد أثبتت أهميتها وحضورها, بعد تسع سنوات من الحرب على سورية والسوريين.
«الثقافة تجدد انتصارها» عنوان عريض لمهرجان افتتحته وزارة الثقافة في دمشق منذ أيام لتختزل من خلاله معاني سامية وجهودا جبارة صنعها السوريون خلال سنوات الحرب, والأهم أنه يأتي تزامناً مع انتصارات عظيمة يخطها رجال الجيش العربي السوري.
هذه المهرجانات لايمكن لأحد أن ينكر دورها, فعلى الرغم من اختلاف سويتها, ووجود بعض الملاحظات عليها, وهذا شيء طبيعي, لكنها حاضرة ولها جمهورها, وهي محفزة لطالما تكرّم مَن يستحق التكريم من الادباء والفنانين والاعلاميين.
هؤلاء المكرمون طاقات مبدعة , وربما يزداد إصرارهم على العمل، وابتكار طرق وأساليب جديدة للعطاء، عندما يوجد مَن يقدرهم… وبالتالي ماتفعله وزارة الثقافة هو لون من الإبداع الثقافي, وهذا جزء من صمود السوريين في وجه هذه الحرب السوداء, وهو ليس الأول ولن يكون الأخير.
من هنا لابد لنا أن نتابع تلك المهرجانات وأن نضع أفكارنا ورؤانا, فالحراك الثقافي لايكون مجدياً إلا إذا كان هناك عمل جماعي جدي وحوار ونقد, وأن لا ننسى أننا جميعا مسؤولون عن ذلك دواماً, فدورنا هنا ليس اسعافياً بل هو فعل تراكمي.
كلّ مانتمناه أن تخرج هذه المهرجانات بنتائج ثقافية مهمة، لا أن تنتهي بانتهاء المناسبة أو الحدث, والأهم ان نكون حاملين أسلحة البحث, وكلنا رغبة في صياغة مشهد ثقافي يليق بنا.
السوريون كالجبال في صمودها، لقد صمدوا وقاوموا وانتصروا لأنهم يدركون أن الحياة أمامهم لا تزال طويلة، وأنه في الثقافة لا يزال الكثير أمامهم ليقدموه، فالثقافة وإن انتصرت انتصر السوريون جميعا.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 11 – 3 – 2020
رقم العدد : 17214