قبله بيوم واحد فقط.. رحل الباحث والمؤرخ سهيل زكار، ونعته صفحات مواقع التواصل بما يليق به، وقبله ببضعة أيام غادرنا الشاعر بندر عبد الحميد.. لم ينشف بعد سيل الأقلام الراثية لرحيلهم.. حتى بدأت تسيل مجدداً على رحيل المخرج السينمائي ريمون بطرس،ومع أن رحيله لم يفاجئنا فقد داهمته نوبة قلبية قبع على أثرها في العناية المشددة لبضعة أيام، إلا أن صداه على الصفحات كان مفجعاً..
تتالت مرثيات الصفحات لكتاب وأدباء كانت لهم معها ذكريات لن تمحى.. على صفحته كتب الدكتور نضال الصالح عن حوار جرى بينه وبين الراحل.. وعن لقاء لم يكتمل.. الكاتب حسن م.يوسف في مشهد من وحي معايشته لمرضه يقول:
الصديق المخرج السينمائي الكبير عندما رأيتك غائباً عن الوعي في قسم العناية المركزة بمستشفى الأسد الجامعي سمعت أحداً ما يقول لي: استعدوا للأسوأ،, وها هو (الأسوأ) ينهش قلبي حزنا على فقدك…
واذا كنا نخص هنا المخرج (بطرس) فهو امتلك طاقة فنية وفكرية،و رؤية بصرية كان يعرفها كل من تابعه او تعرف عليه عن قرب.. اتذكر أنني التقيته قبل سنوات عدة، حين كانت لاتزال مدينة حماة تحتضن مهرجانها المسرحي، كان يشكل مع شقيقته الفنانة الراحلة كاميليا.. شعلة مفعمة فناً وبهجة، تجعل من حضورهما الاثير حينها أحد علامات المهرحان الفارقة..
أيام قليلة هدأ الفيسبوك، ولكن الحزن على رحيل المبدعين لايندثر يوماً.
لأعمالهم ستبقى تقدم دلالات لاتنتهي ماحيينا.. بالتأكيد ستتتابع المرثيات..
وكأنه لاتكفينا مرثيات وطن أدمى قلوبنا، فلتصمت أيها الوداع قليلاً.. حتى نلملم أشلاء أرواحنا.. فقط أمهلنا قليلاً..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217