الملحق الثقافي:
ألفريد أدلر هو مؤسس علم النفس الفردي. طبيب نمساوي من رواد مدرسة التحليل النفسي قام بتطوير نظريّات مهمّة تتعلق بدوافع السلوك البشري. ولد في فيينا عام 1870 لأسرة متوسطة الحال. حصل على درجة الماجستير من جامعة فيينا عام 1895م. كان اختصاصياً في العيون وطبيباً للأعصاب قبل أن يُصبح طبيباً نفسانياً. عمل مع الطبيب النمساوي الشهير فرويد في الفترة من عامي 1902 و1911م. وفي الفترة ما بين عامي 1919 و1934م. أسّس أدلر مستوصفات توجيه الطفولة في فيينّا كما قام بتدريب المعلّمين. وعمل مع الآباء وأشرف على نشاطات المعلّمين الخاصّة بتعلم كيفيّة تمريض الأطفال الّذين يعانون الاضطرابات. وفي عام 1934م انتقل إلى نيويورك.
شرع يكتب في علم النفس ويكوّن ملامح نظريته عندما قرأ كتاب فرويد «تفسير الأحلام»، ولم يعجبه الكتاب وكتب عنه ناقداً، فكان نقده سبباً لتعرفه بفرويد الذي استطاع ضمه إلى حركة التحليل النفسي. وكان أدلر نابهاً بين جماعة التحليل النفسي، ولم يكن عضواً عادياً، وترأس الجمعية لفترة، إلا أن الجماعة وجدته يدعو بغير دعوة فرويد ويناقضها. واضطر إلى الاستقالة سنة 1911، ولم يعد إليها، وانقطعت صلته تماماً بفرويد، وأعلن عن مذهبه الذي أطلق عليه اسم «علم النفس الفردي». وكان قد جمع حوله بعضاً من الأعضاء ممن كانوا مع فرويد، وكان عددهم تسعة، فكوّن بهم جماعته، ودعا إلى أفكاره في أوروبا وأمريكا، وخاصة بعد أن اضطر إلى الهجرة تحت وطأة الحكم النازي في النمسا، واستقر نهائياً سنة 1934 في الولايات المتحدة، ومات في إحدى جولاته باسكتلندا سنة 1937.
يشترك مع أدلر من جماعة التحليل النفسي علماء ساروا في الطريق الاجتماعي نفسه، منهم إيريك فروم، وكارين هورني، وهاري ستاك سوليفان، وبهؤلاء جميعاً وغيرهم يؤرخ للاتجاهات الاجتماعية في حركة التحليل. وبقدر ما كانت آراء فرويد تعتبر عند الكثيرين بمثابة ثورة حقيقية في علم النفس أفزعت الناس بما جرت به ألسنتهم من مصطلحات فرويد في الجنس، واللاشعور، والغرائز، والحتمية النفسية، بقدر ما كانت آراء أدلر بمثابة المخفف من الصدمة الفرويدية.
وصلت مؤلفات أدلر إلى نحو المائة، وكان أهمها: علم النفس الفردي، القوام العصابي، تفهم الطبيعة البشرية.
التاريخ: الثلاثاء17-3-2020
رقم العدد : 991