طرطوس – فادية مجد:
فرحة عارمة ومباركات وآمال كبيرة تعتري قلوب أبناء محافظة طرطوس بمرسوم زيادة 200 بالمئة على أجور ورواتب العاملين القائمين على رأس عملهم وكذلك المتقاعدون.
عن أهمية المرسوم تواصلت صحيفة الثورة مع الاستشاري في التطوير والتدريب الدكتور عبد الرحمن تيشوري وأفاد أن مرسوم زيادة الرواتب والأجور للقائمين على رأس عملهم والمتقاعدين الذي أصدره الرئيس أحمد الشرع خطوة إيجابية مهمة، وتصب في الاتجاه السليم والصحيح من وجهة نظر علم الاقتصاد، معالجاً مشكلة معقدة ومزمنة بشكل عام، وفي الاقتصاد بشكل خاص، فمنذ عقود مضت والمواطن يسمع ترديد مقولة إصلاح الرواتب والأجور ومكافحة الفساد، وسقط النظام المخلوع ومنظومة الفساد من دون أي إصلاح.
وأضاف: إن الزيادة سوف تنعكس إيجاباً على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، وتساهم بشكل كبير في مكافحة الفساد وتطوير الخدمات، وعودة الطلاب إلى جامعاتهم، بعد معاناتهم من أجور مواصلات أثقلت كواهل عوائلهم، ولتأتي الزيادة مسعفة لهم، بعد أجور كانت بالكاد تكفي ثمن خبز لعائلة صغيرة، عدا عن ارتفاع سعر أسطوانة الغاز.
ولفت تيشوري إلى أن أبناء طرطوس العاملين والمتقاعدين كما حال أبناء سوريا استقبلوا مرسوم الزيادة بدموع الفرح، بعد ظروف اقتصادية بائسة ودخول لا تتناسب مع غلاء فاحش عم كل شيء.
ويرى أن المرسوم له انعكاس مهم على عجلة الإنتاج وإصلاح وتطوير القطاع العام الاقتصادي وتحسين إنتاجية المؤسسات والشركات الحكومية، وأيضاً في تحديث أساليب إدارة المؤسسات، وعلى حركة الأسواق ويرفع القدرة الشرائية للمواطن، المؤدي إلى طلب كبير على المواد الاستهلاكية وخاصة الغذائية والزراعية.
وقدر تيشوري مساهمة الزيادة برفع الرواتب إلى مئة دولار بحدها الأدنى، مع حاجة المواطن لزيادة أخرى خلال الأشهر القادمة لنغلق ملف الأجور والرواتب بشكل كامل بعد سنوات من المعاناة والمناداة.
وأمل تيشوري أن يكون تمويل زيادة الرواتب والأجور للعاملين على رأس عملهم والمتقاعدين من المساعدات الخارجية لسوريا، وبشكل خاص من الإخوة في الدول العربية وألا يكون بطباعة عملة سورية محلية تؤدي إلى آثار تضخمية، وبالتالي يرتفع سعر صرف الدولار ويصل إلى 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد.
وختم بالقول: الإصلاح بدأ في سوريا الجديدة، سوريا الثورة، وبدأ الأمل في نفوس السوريين بتحسن أوضاع معيشية لطالما عانوا منها، ومن ضآلة قيمة رواتبهم، مطالباً بإعادة النظر بشريحة كبيرة فصلت من وظائفها وفقدت مصدر دخلها، وأيضاً تسوية أوضاع العسكريين ورجال الشرطة والأمن ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وإعادتهم إلى عملهم مصدر لقمة عيشهم وعيش عوائلهم الوحيد.