الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
بورك وجه أمّي في مُبتَدأ الكلام وخبر الإعجاز. بوركتِ يا مليكة الحبِّ والمحبة فوق التيجانِ. يا نطقُ الجمال إذ كُرّم زهره على مرِّ الأزمانِ، وتسامى النّور من أجلكِ إذ صفق له مجد الأنوار، تسامى في نطق الأوّلين فكنتِ «سرّ الرحيق» في الأزهار، كنتِ سرّ الضوء وبهجة الحلم في الوجدانِ، كنتِ تقوى المحبة إذ هبَّ لِذكرها الطيب والريحانِ.
بوركَ وجهكِ، وتسامى النطق إذ قلنا «يا أمّاه»، يا خبر الورود إذ يلتمعُ ضوءِ العطر وسناه. وإذ يرتقي قمر الكلام عند النطق بذكركِ وما أحلاه! ويبدو وضّاء الجمال يعشق نور الاعتلاء.
بوركَ الوقتُ في قربكِ قبسات نورانيّة تشبه السُكنى في جنّة العلياء. بورك وجهكِ أمّي، إذ نادى القلبُ الموجوع كنتِ الدواء وسرِّ الشفاء. كنت جوازم الأمر العاطفيّ وجمال الصيف والشتاء، وأناشيد الضياء، كنتِ لحظْ المفتون وقمريّة العنوان، كنتِ الفجر و»نطقه القدسيّ» لا تُشبهين إلاّ النجم الوضّاءِ وعذبٍ من الترياقِ أو كهمسٍ من قمريّة الإنشادِ، إذ رتّلَ بكِ ومن أجلكِ «نشيد الحياة» وقصائد الحلم في لحظ الإشراقِ، في لحظٍ بورك به الهمس القدسيّ وسرّ النداءِ، وأصبح نهر الوجود مرهوناً بكِ وأنتِ جمال الرؤى والضفاف.
أنتِ سرّ التجلّي وختم الإمضاءِ، ونسك التعجبِ إذ ينادي على حضارات الإعجاب، نسك مريميّ الدهشة يعزفُ نشيدَ نوركِ الأزليّ الذي يُمثّل «روح النقاء»، يُمثّل ميلاد نسك الجمال وروح العنوان. يمثّل التجلّي في أسمى معانيه وسموّ الإمعان.
بورك وجه أمّي، دمعة من النور تناظر رقّة المودّة ودمعها في الأجفانِ، وإذ يقتبسُ اللون القدسيّ منها تبدو كالبدرِ في ليلة الإتمامِ.
بوركَ وجه أمّي، وما أحلاه! بورك فحوى النطق به وتباركت به نورانية الأطوار. بوركَ في حسن الاسم المبجّل وإذ يُضيءُ تجليّات الأسماء، يُضيئها من خبر المحبة إذ يعرفه يقين الأسرار. بوركَ الصوتُ إذ يُنادي يا «أمّاه» أنتِ أنشودة الضياء وخير من صاغ دفء المحبّة ونسائم قصائدها، وخير من قامَ وصلّى لأجلِ تجلّيات الحبِّ والمحبّة في محراب النداء.
أنتِ سِفر الأبجديات إذ تُضاء باسمكِ مجدليات الأسفارِ. ويتأتّى الذِكر من ودّكِ طيب التذكارِ، كأنّه الطيب أنتِ وجمال الأطيابِ، و عطر الحب الأزليّ إذ يرتقي ويُكلل التيجانِ، ونجوى الشّوقُ القدسيّ إذ تتفرّعُ منه قداسة الاشتياق.
يا نشيدَ الجمال إذ غرّدَ على جنحِ اليمامِ
أنتِ سرّ الصوت إذ تعتّق نور الكلامِ
يا من يضاءُ وجهكِ بنور الأسماء
طوبى لكِ. السّلام على يقيّن صبركِ إذ أزهر صبركِ، فأنتِ كزلفى الأنوار إذ يلتمعُ بوجه الشآم. أنتِ مجدليات من نور النقاء، ودساتير البياض إذ قُدّسَ سرّه وتعتّق بنوره نهج الياسمين، وأزهرَ صبركِ وجاء يوسفيّ الدّرِ مقمر الابتسام.
يا نشيد النور على جنحِ الوئامِ، أمّي، أنتِ مُبتَدأ الكلام، يا نطق الله إذ أوصى بكِ لحنُ القول وصوت الإعجازِ والقرآنِ وإذ جاء صوتكِ معصوم النداء والأحزان «يا أم الشهداء». أنتِ ثكلى النّور إذ أودعتْ أقمارها تحت الترابِ وقدمتْ خير القرابين من أجل رفعة الأوطانِ.
طوبى لكِ، وأنتِ سرّ الأزمان وسلام يقينها المُهيمن.
التاريخ: الثلاثاء24-3-2020
رقم العدد : 992