ناصر منذر:
في زمن الكورونا الأميركي يسقط المزيد من الأقنعة الإنسانية التي يتستر الغرب الاستعماري خلفها، فحتى اليوم تتزايد عدد التقارير الإعلامية والاستخباراتية التي تشير صراحة إلى تورط الولايات المتحدة بنشر فيروس كورونا بعد تصنيعه كسلاح بيولوجي، ولأهداف سياسية بحتة، ونظراً لأعداد الوفيات والإصابات المتسارعة في العالم، فإن أميركا تضيف إلى سجلها الإجرامي واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية، تعادل بوحشيتها ما خلفته جريمة إلقاء القنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، والتي ما زالت لعنتها تلاحق الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.
فرضية الضلوع الأميركي باختراع كورونا، وإن كان البعض يشكك فيها، إلا أن مفرزات انتشار الوباء، وأسلوب الاستغلال والابتزاز الأميركي للدول التي تناهض السياسة الأميركية وانتشر فيها الوباء، يزيل كل الشكوك حول استخدام إدارة ترامب لهذا السلاح البيولوجي لتحقيق غايات سياسية بحتة، والحصار الاقتصادي الخانق الذي تفرضة أميركا على إيران لمنعها من مواجهة الفيروس مثال على ذلك، لتزيد مسألة العقوبات الجائرة على الدولة السورية لعرقلة تصديها لاحتمال انتشار الوباء شاهداً حياً آخر على الاستثمار الأميركي للتداعيات الكارثية التي يخلفها الفيروس، ويدل أيضاً على حالة الاستهتار والمتاجرة الأميركية الرخيصة بحياة الشعوب، حتى وإن طال هذا الأمر المواطنين الأميركيين أنفسهم، لأن إدارة ترامب تتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية بأسلوب الربح والخسارة، وتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الدول الرافضة لنهجها العدواني.
في زمن الكورونا الأميركي يتكشف مدى الانحطاط الأخلاقي والسياسي للإدارة الأميركية، الساعية لتثبيت الهيمنة على العالم، مقابل السمو الواضح لدى الدول المحبة للسلام، فواشنطن امتنعت ولم تزل عن تقديم المساعدة للدول المتضررة، على حين أن الصين مثلاً ورغم ابتلائها بهذا الوباء تجيش كل خبراتها وإمكانياتها لمساعدة الدول المتضررة، وبدا ذلك واضحاً في إيران وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية، وروسيا كذلك سارعت لتقديم المساعدات لإيطاليا والدول الأوروبية المتضررة رغم أنها تعاني عقوبات اقتصادية صارمة من تلك الدول، ولم يخطر ببالها الربط بين هذين الأمرين، كما تجهد الولايات المتحدة لشراء ذمم الشركات الأوروبية التي نجحت مبدئيا بالتوصل إلى لقاح مناسب- والشركة الألمانية إنموذجاً- بهدف الحصول علية واحتكاره، خلافاً للوعود الصينية والروسية وحتى الإيرانية، بتقديم اللقاح فور الانتهاء من التجارب المتعلقة به، وإثبات فعاليته، وهذا الأمر بحد ذاته يعزز أيضاً فرضية اختراع أميركا للوباء القاتل.