ناصر منذر
على خطا المشغل الأميركي، يسعى نظام المجرم أردوغان إلى الاستثمار بوباء كورونا، واستغلاله كأداة قاتلة لاستكمال جرائمه بحق السوريين، ولأن المياه عنصر أساسي في مواجهة الفيروس ومنع انتشاره، لكون غسل اليدين بالمياه والصابون أمر ضروري لمكافحته، فقد عمد النظام التركي وإرهابيوه منذ أيام لقطع مياه الشرب المغذية لمدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها، الأمر الذي يعرض حياة أكثر من نصف مليون شخص للخطر، في وقت يبذل فيه العالم جهوداً كبيرة للتصدي للوباء الخطير، وهذا يشير إلى مدى الحقد الدفين الذي يكنه السفاح العثماني للشعب السوري.
هذه الجريمة لا يمكن فصلها عن سياق الممارسات اللا أخلاقية التي تنتهجها منظومة العدوان، عبر تشديد الحصار على الشعب السوري، وفرض المزيد من الإجراءات القسرية التي تؤثر بمجملها على الوضع الإنساني والقطاع الصحي، لمحاولة إفشال كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية في إطار خطة التصدي لفيروس كورونا، ومنع انتشاره، الأمر الذي يؤكد أن سورية باتت تواجه حرباً جديدة مكملة للحرب الإرهابية التي فشل رعاتها، ومنهم المجرم أردوغان في تحقيق أجنداتهم، ويثبت في الوقت نفسه أن النظام التركي هو في النهاية أداة رخيصة ينفذ ما يملى عليه في إطار المشروع الصهيو أميركي، المعد لسورية والمنطقة برمتها.
جريمة قطع المياه عن أهالي الحسكة، تأتي بالتوازي مع مواصلة إرهابيي أردوغان خروقاتهم في ادلب لتعطيل اتفاق وقف الأعمال القتالية، ومع إدخال قوات الاحتلال الأميركي المزيد من الشاحنات والصهاريج والمعدات العسكرية إلى مناطق حقول النفط في الجزيرة لاستكمال عمليات نهب ثروات السوريين، لتتضح صورة المشهد، وتنبئ عن مرحلة تصعيد جديدة تحضرها منظومة العدوان، للانقلاب على اتفاق موسكو الأخير، ولا سيما أن المجرم أردوغان تلقى الكثير من رسائل التحريض الأميركية والغربية لتقويض الاتفاق، ومعاودة شن الهجمات الإرهابية ضد مواقع الجيش العربي السوري، وسبق للجانب الروسي أن أكد مؤخراً بأن إرهابيي “النصرة” يعيدون تسليح أنفسهم بدعم خارجي، أي أميركي وغربي وتركي، ويبدو أن محاولة الهجوم الأخير للإرهابيين على قاعدة حميميم بطائرات تركية مسيرة قبل أن تسقطها دفاعاتنا الجوية، هي مقدمة لتصعيد إرهابي تركي قادم.
الأميركي وأجيره العثماني لم يتركا حتى الآن أي وسيلة لاستهداف سورية وشعبها، وأدخلا اليوم سلاح “كورونا” للتعويض عن هزائم الإرهابيين في الميدان، ولكن سياسة الضغط والابتزاز القائمة على الإرهاب الاقتصادي المكمل لإرهاب التنظيمات الإرهابية ثبت فشلها، ولم تثنِ السوريين عن مواصلة تصديهم للحرب الإرهابية على مختلف الجبهات، وبأشكالها المتعددة، فهم شعب مقاوم، والمقاومة متجذرة لديهم عبر التاريخ.
السابق