عبد الحليم سعود – ثورة أون لاين
إلى أن تتكشف حقيقة منشأ فيروس كورونا الذي يشغل بال العالم هذه الأيام ويصيب دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا بالهلع وإداراتها بالتخبط والارتباك، بات جلياً أن القوة العسكرية الهائلة والتفوق التكنولوجي التي تملكهما واشنطن إلى جانب الغطرسة والفوقية التي تتعاطى بهما مع بقية دول العالم، لا يمكن أن تحصّنها وتحصّن شعبها ضد أخطار وكوارث الطبيعة وكذلك الأوبئة والأمراض التي قد تصيب بقية العالم، ما قد يضطرها إلى طلب المساعدة من دول كانت قد وضعتها في رأس قائمة أعدائها كما هو حالها مع الصين.
ما يمكن قوله إن فيروس كورونا قد كشف مواقع ضعف كثيرة في الولايات المتحدة لم تكن ظاهرة للعيان وعرّى مصداقيتها كدولة تدّعي الإنسانية وحرصها على السلام والأمن والاستقرار في العالم، فمع تفشي الفيروس في الصين وإيران قبل ثلاثة أشهر كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتندر من الوضع الصحي الذي تعانيه هاتان الدولتان، وبدل أن تبادر بلاده لمساعدتهما من منظور إنساني ورفع الحصار والعقوبات عنهما، راح يشدد حصاره على إيران ويطلق اتهاماته الغوغائية ضد الصين كادعائه بأن الفيروس صيني، إلى أن تفشت العدوى في بلاده كاشفة عن عجز أميركي إزاء التعاطي مع العدوى.
فوفقا للبيانات التي جمعتها جامعة جون هوبكنز، تخطت الولايات المتحدة الآن جميع دول العالم من حيث عدد الإصابات، الأمر الذي استدعى إجراءات أميركية غير اعتيادية للتعامل مع الخطر المحدق.
الدرس والعبرة مما جرى – والولايات المتحدة آخر من يقرأ الدروس ويستخلص العبر – هي أن البشرية كلها في سفينة واحدة مهددة بالغرق، وعلى الجميع أن يتكاتفوا ويتعاونوا لمواجهة كورونا وليس للشماتة والاستثمار بأي شكل، حيث تعتبر الولايات المتحدة أكثر دول العالم – وربما الوحيدة – متاجرة واستثمارا في كوارث العالم، ولا يختلف متابعان في أنها المسؤولة عن أكبر عدد من الحروب المدمرة خلال السبعين سنة الأخيرة.. فهل تتعظ إدارة ترامب وتتصرف بقليل من الإنسانية التي تدعيها لمواجهة خطر كورورنا، أم تستمر بنفس النهج العدائي الذي ألقى بظلال قاتمة على مستقبل البشرية وأنتج أزمات لا تعد ولا تحصى؟!.. هذا ما سيكشفه قادم الأيام..
لتصلكم صورنا وأخبارنا بسرعة وسهولة انضموا لقناتنا على تيليغرام
https://t.me/thawraonlin