هنادة سمير – ثورة أون لاين:
لا شك أن الإجراءات الاحترازية المبكرة التي بادرت الحكومة باتخاذها تباعا للتصدي لفيروس كورونا وإبعاد شبح انتشاره بين مواطنينا، والحملة التوعوية الإعلامية المرافقة التي تضج بها وسائل إعلامنا ، قد ساهمت الى حد كبير في تأخير وصوله الى بلادنا “اذا جاز التعبير” ومحدودية انتشاره الى وقتنا الحالي على أقل تقدير.
لكن مشاهد الازدحام اليومية الحاصلة في سبيل حصول المواطن على قوت يومه من الخبز أو المواد الغذائية والمتطلبات المعيشية الاخرى او الازدحام امام الصرافات لقبض الرواتب تشكل تناقضا صارخا مع مشاهد حظر التجوال الليلي والتدابير الوقائية الاخرى التي اتخذتها الحكومة لمنع التجمعات وحض المواطنين على التزام منازلهم لمدة اسابيع قليلة لتكون الفيصل في انتشار الفيروس او انحساره.
وبات الحصول على ربطة الخبز هاجسا يؤرق المواطن الذي تاه ما بين مواعيد مرور معتمدي توزيع الخبز المتغيرة يوميا واماكن توزيعه المتغيرة ايضا، وبالأمس أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنها ستجري تحقيقا حول فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه قيام أحد الاشخاص بتوزيع الخبز على المواطنين في احد الاحياء بدمشق بأسلوب غير مقبول، وانها ستقوم بردع أي ممارسات فردية او ظواهر خلل تتعلق بآلية توزيع الخبز او أي عمل يهدف الى تشويه الغاية التي وجدت من أجلها .
لكن ماذا عن الآلية نفسها التي اتخذتها الوزارة لتوزيع الخبز والتي تجبر المواطنين على التجمع يوميا بأعداد كبيرة للحصول على نصيبهم منه، والضرب عرض الحائط بجميع اسباب الوقاية من عدوى انتشار الوباء؟
ويبدي الكثير من المواطنين تعجبهم من اغلاق المخابز التي يرون انه يمكن ضبطها من خلال تنظيم الدور واتخاذ آلية بديلة لكي لا يتجمع المواطنون عشوائياً من دون أي ضابط !
ويورد المواطنون في هذا السياق جملة من المقترحات التي يرجون ان تلقى آذانا صاغية لدى المعنيين ومنها: أن يتم توزيع الخبز على المواطنين في بيوتهم بالاستعانة بمتطوع من كل بناء ، او تحديد عدة مراكز في الحي الواحد لتوزيع الخبز مع تشديد الرقابة على عمليات التوزيع.. وتخصيص ارقام للشكاوى، والمعالجة السريعة لحالات الخلل والاحتكار ورفع الاسعار بكل اشكالها، والامر ذاته فيما يتعلق بباقي المواد التموينية الاساسية.
التالي