منال محمد يوسف- ثورة أون لاين:
إنه ملاكي الأجمل
هدية السماء و زينة كلِّ الأسماء
طفلي “ميلاد ” ميلاد الشروق الدائم في حياتي
كيف قتلته بجرعة من الحب ,
إنه يبدو و كأنّه جثة هامدة
جثة ترتدي و يرتديها كفن الحياة , كفن الفراق الأبدي
آهٍ لو كان هذا كابوساً ؟
و ينتهي الدمع و يجفُّ أنهره , تجفُّ المقل
إنّه طفل الحياة
ما زالت صورته تزورني كلِّ لحظة
كنتُ أعشق الحياة لأجله..
كيف حصل ما حصل ؟
أهو الحب و منه ما قتل ؟
كنتُ على فراش الموت , أهذي به , إنه ملاكي الأجمل
لقد كانت مناغاته دوائي و سرُّ شفائي
كان يرقد في سرير الزَّمان ويبتسم لي و كأنّه يقول : أمّي أريدُ أن أختبئ وأنامُ بين رمشيّ محبتكِ العظيمة
أريدُ أن ألعب في دوح نوركِ الأجمل ..
كنتُ أسمعه و أعرف ماهية تراتيل مناغاته البريئة ..
كانت نظراته تقول لي : أريدُ أن تضمّيني إلى روض لهفتكِ الجميلة
إلى سرير حضنكِ الدافئ المحبّة ..
أريدكِ يا أمّاه
أن تسمعي مناجاتي “مناجاة صغيري العاتب “
أمّاه أريدُ قبلةً “قبلة الحياة”
آهٍ ما أجملكِ يا أمّاه !
أكادُ أسمع عدة أصوات تعلو و تقول : هذا الصغير و كأنّه تلك الشجرة التي تظمئ لرطب الحياة
أكادُ أسمع تراتيل هامسة الشّوق والأشواق
تراتيل دامعة الأمنيات ..
دامعة المُبتدأ والخبر المؤلم
أكاد أصرخ ولكن لا أحد يسمعني , لا أحد يسمع مناداتي على الحياة و على نورها الأجمل
لقد سمعتُ كلِّ الأصوات تقول : الحجر ثم الحجر
سمعتهم يقولون لكِ : صابري فوق الشوق ولغة الأشواق
صابري حتى تمشين على جمر الأيام
لا أخفيكِ سراً يا أمّي , قبل ذهابك إلى المستشفى تمنيتُ أن تضعين قبلة على جبيني , قبلة الحياة
و ها أنا أسمع صراخكِ على ضريحي , أسمعُ كلامكِ الذي يقول :
قبلتي قد أنهت حياتكَ وقتلتك َ يا طفلي الحبيب
كنتُ أريدُ أن أودعك قبل ذهابي إلى المستشفى
لم أكن أعلم بأنيّ أحمل الفيروس “كورنا”
أودعتكَ محبتي في الزمن كأنها الودائع لا تحفظ فيه
و كأنّها الرَّيح تنبئُ بسوء الأنباء
و تتكئ على هشيم أرواحنا أو عاطفتنا
ما ذا أفعل بحالي و قد تماثلتُ إلى الشفاء
و بقيت روحي أثيرة الموت , تُهذي باسمكَ
آهٍ لو لم أضعكَ في تابوت الراحلين إلى حيث البعد والغياب الأبدي
آه لو لم أضع قبلة الموت” القبلة الأخيرة” على جبين حبيبي الصغير