ثورة أون لاين _ يمن سليمان عباس: حديث الساعة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ينصب حول جائحة كورونا التي تكاد تشل الحركة العالمية بكل شيء .. تنصب معظم الجهود على التصدي لهذا الوباء وضرورة التصدي له وحدها الولايات المتحدة الأميركية التي تصدرت قائمة الإصابات والوفيات بهذا المرض ..وحدها تغرد خارج السرب ويقف ترامب راس الهرم هناك ليعلن أن الوباء يدر أموالا طائلة على الولايات المتحدة من خلال الأجهزة التي تم ابتكارها للفحص المبكر عن الفايروس ..يعلن ان الأمر ليس خطرا لانه سيزيد الدخل الأميركي…
فهل كان ترامب يغرد خارج سياق تاريخ الولايات المتحدة وهل هذا خروج عن نهج سار عليه أسلافه ?
بالتأكيد:لا
فتاريخ الولايات المتحدة منذ أن بدأت تمتد كامبرطورية حافل بذلك وعلى مقولة أساسية هناك الغاية تبرر الوسيلة ودعه يعمل دعه يمر..لتختتم بمقولة ثالثة :امضوا وراء أينما كان …
نشر الأوبئة استثمار غربي طورته الولايات المتحدة وأعطته زخما كبيرا ..يرى دافيد ارنولد في كتابه المهم:الطب الإمبريالي والمجتمعات المحلية ..الصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية ..ترجمه إلى العربية..دكتور مصطفى إبراهيم فهمي ..يرى دافيد وهو يبحث في الجذور انه منذ الحرب العالمية الثانية يوم عملت الولايات المتحدة على تبرير بحوثها الطبية بالقول:حتى نتمكن من تنمية المناطق المتخلفة في العالم لتدعم التجارة العالمية وتوفر الأسواق لاقتصاد الولايات المتحدة فإننا نحتاج قبلها إلى استئصال طفيليات المناطق الحارة أو التحكم فيها ويمكننا أن نتوقع تحسن الاقتصاد وزيادة الإنتاج وتوسع التجارة مع هذه البلاد الغنية بالمواد الخام وهي مواد تنقص بلادنا ونحتاج إليها احتياجا شديدا ..
وكان أن حصلت جهودهم بعد هذا التسويغ على مبالغ مالية كبيرة لأنها ستعود مضاعفة ..
وصلات وبائية ..
حسب دافيد ارنولد ايضا فقد شكل الأوروبيون صلات وبائية جديدة اما بتوصيل أمراض كالجدري والحصبة كانت موجودة في أوروبا منذ زمن طويل وكالزهري وغيرها وكذلك نقل الطاعون إلى هونغ كونغ عام ١٨٩٤ م ومن ثم إلى غرب افريقيا ..وكانت أوروبا تعمل على نقل المرض إلى مناطق تريد استعمارها وبعد أن يفتك بمن فيها تقوم هي بمعالجة بقاياه ثم تحتل تلك المناطق
وأدى سوء صحة الشعوب المحلية إلى تعزيز ما لدى الغرب من الاحساس المتنامي بأنهم متفوقون بالفطرة عرقيا وبدنيا وفي عهد داروين لم يكن يوجد الا أدنى الاحساس بالأسف على السكان المحليين الذين يصيبهم المرض أو الهلاك لمجرد رؤيتهم لرجل ابيض وكان من السهل الإيمان بتفوق من هو اصلح بيولوجيا ..وادى وجود الأمراض عند السكان المحليين إلى تنامي فكرة الغرب عن دونية المحليين وعزلهم ..
هل تغير الحال؟
الماضي السيء لهذا الجنون الغربي والأميركي يدل على أن الحاضر استمرار لسياسة استثمار الأوبئة حتى من خلال جنود الغرب فقد هلك الآلاف من جنود الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية بسبب الوباء وهي تعرف انهم سوف يهلكون لكنها زجتهم إلى حتفهم ..
اليوم المشهد ذاته يتكرر مع زيادة الضخ الإعلامي وترك العالم يواجه مصيرا كارثيا ليطل ترامب ويعلن الاستثمار ..
انها تجارة الموت لا يهم كم سيهلك من البشر لكن المهم المليارات ولايهم الحلفاء إنما أن تبقى اميركا سيدة الاستثمار..