العمل في زمن الكورونا؟!

 فرض وباء كورونا على سكان الكرة الأرضية أسلوباً ونمطاً حياتياً جديداً, ومن هذه الأساليب العمل عن بعد, كإجراء احترازي لعدم تفشي هذا الوباء, وهناك العديد من الأعمال ذات الطابع النظري يمكن إنجازها عن بعد, كالتدريس والصحافة والإعلام, والمراسلات الوظيفية الإلكترونية, وحتى إدارة الاجتماعات عن بعد عبر الفيديو بالصوت والصورة, كما حدث في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الذي جرى لأول مرة عن بعد.
وللعمل عن بعد فوائد ومزايا كثيرة, سواء لرب العمل أم للموظف, فالموظف يعمل في بيته بهدوء ودون ضغوط, ما يساعده على إنجاز المزيد من المهام, وبالتالي زيادة الإنتاجية, ويوفر الكثير من الأموال على الشركة من مواصلات وأثاث وكهرباء وماء, والاشتراك بالإنترنيت, والكثير من المتطلبات.
ولكن هناك أعمال لا يمكن القيام بها عن بعد, وهي الأعمال التي تتطلب مجهوداً بدنياً أو عضلياً, وهي أعمال تعيش عليها آلاف الأسر, كالمهن الخدمية, ومحال البيع ووسائل النقل العامة والخاصة, وأعمال البناء.. إلخ.
لذلك ونتيجة الحظر الحالي, وقع ضرر معيشي وحياتي كبير, على هذه الأسر وعلى من يعيلهم, لأن عمل هؤلاء هو يوم بيوم، ولا تمتلك هذه الأسر مدخرات, تستطيع من خلالها الصمود فترات طويلة أمام الحظر, لذلك يجب على الفريق الحكومي الذي يدير أزمة كورونا, دراسة واقع هذه الشريحة والضرر الذي وقع عليها, وبأسرع وقت ممكن, ومحاولة إيجاد طرق ووسائل, تسمح لها بكسب قوت يومها, إذا لم نكن قادرين على التعويض عليها خلال فترة التوقف هذه, فلا مانع من السماح لها بالعودة إلى أعمالها ضمن شرط ألا تؤدي عودتها إلى تفاقم الوضع وانتشار الوباء أكثر, كتقليص ساعات العمل على سبيل المثال لا الحصر, فالكوارث أو الأوبئة قد تستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تزول آثارها, وإلا فسنجد أنفسنا أمام واقع اجتماعي وإنساني خطير.
يجب ألا تصل هذه الشريحة إلى قناعة أن الخطر المحدق بها ليس هذا الفيروس اللعين, بل عدم قدرتها على تأمين قوت أسرها.

عين المجتمع- ياسر حمزة

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز