لم يحدث أن ظهر وجه أميركا على قباحته كما يحدث الآن، رغم أن سجلها حافل بالقتل والإجرام وتصنيع الإرهاب والاستثمار بمفرزاته ومخرجاته والاتجار القذر بحقوق الإنسان، إلا أنه الآن يبدو أكثر قبحاً وأشد قتامة، ويبدو متزعموها السياسيون والعسكريون أكثر فجوراً وعربدة في كل ما يتفوهون به من تصريحات على المنابر الإعلامية، وما يمارسونه من أفعال ابتزاز ولصوصية حتى في الأوبئة والأمراض التي تطول أيضاً مواطنيهم، فلا مساحيق الدبلوماسية التي اعتادت الإدارات الأميركية إخفاء دمامة أفعالها الإرهابية على امتداد الخريطة الدولية باتت تحجب فظاعة الأفعال القذرة التي تمارسها، ليبقى الشرق على صفيح لاهب من حروب أوقدتها بنار إرهابها، ولا الغرب بشقيه من حلفاء إرهابها ومطيعي أوامرها، أو أعداء أجنداتها، بمعزل عن تمدد بقعة زيت المكائد والخبث الأميركي.
يطل ترامب على المشهد الدولي كمارق على القوانين الدولية يجاهر بوقاحة ممارساته، وقاطع طريق دولي امتهن الإرهاب واللصوصية سبيلاً لتحقيق مكتسبات وتحصيل أطماع، ويشهر سيف إرهابه الاقتصادي عبر فرض العقوبات، مستغلاً وهن المؤسسة الأممية ومتسرباً من ثقوب عدم قدرتها على كبح جماح تعديه وتطاوله وإرهابه، أما سمعتموه يرغي ويزبد متوعداً بأنه سيوقف مساهمة بلاده في منظمة الصحة العالمية زاعماً أنها أداة سياسية بيد الصين!!
هذه هي واشنطن، وإن تجملت بطلاء الأكاذيب ومساحيق الادعاء أينما ولت وجه حقدها أو أطماعها، اشعلت ناراً ونفثت سموماً وافتعلت حروباً، لا فرق لديها بين حليف لإرهابها من غرب متأمرك أو أذناب إقليمية في منطقتنا من أنظمة أعرابية ذليلة أو نظام تركي أحمق واهم بأن رداء أميركا سيغطي عورات جرائمه إلى أمد طويل، ويسند تهاوي مشروعات أطماعه في المنطقة، أو معاد لأجنداتها التخريبية من دول تحترف الثبات والصمود في وجه عواصف إرهابها وتتمسك بثوابتها مهما اشتد الاستهداف وزادت حدة التضليل والتأليب الأممي التي تمارسها إدارة ترامب لفرضه عنوة على مجتمع دولي مسلوب الإرادة مصادر القرارات لحين التحرر من القيد الصهيو أميركي.
أسلحة أميركا في حروبها عقوبات جائرة وابتزاز سياسي واقتصادي، وأفعال نهب ولصوصية وقرصنة لمقدرات الشعوب، وعربدة احتلالية وتهديد ووعيد، لكن مهما استطالت عنجهيتها فستقزمها إرادة الدول في رفض الهيمنة والاحتلال، وتصميم الشعوب على مقاومة المخرز الأميركي.
حدث وتعليق – لميس عودة