باسل معلا
تتناول وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي الكثير من الأخبار عن فيروس كورونا وطرق الوقاية منه اضافة إلى النصائح التوعوية والبروشورات لأهمية الوقاية وطرقها المثلى، وهنا لا بد من التمييز بين ما تتداوله وسائل الإعلام حول الموضوع، فجلّه صحيح وموثوق، وبين ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي، لأن فيه الكثير من اللغط والاخبار غير الصحيحة والمفبركة بطرق تدعو إلى السخرية..
أعتقد أنه من الضروري تحديد الوسائل التي يجب ان نستقي منها الأخبار والتفاصيل حول فيروس كورونا، وايضا الأشخاص المؤهلين للحديث عن الموضوع، وهنا لا بد من الإشارة إلى مجموعة الأطباء الذين اعتمدتهم وزارة الصحة للحديث عبر وسائل الإعلام، فهم أصحاب خبرة ودراية ولديهم المعلومات الصحيحة والدقيقة، ولا مانع من تداول وسائل التواصل الاجتماعي للقاءات هؤلاء التي تذاع وتبث وتنشر عبر وسائل الاعلام الوطنية..
اليوم تغيرت معطيات التعامل مع فيروس كورونا من حيث الوعي وطرق الوقاية والممارسة في حال الشعور بأعراض المرض، فيتوجب على اي شخص يشعر بالأعراض أن يبادر للخضوع للفحص الطبي اللازم عبر المراكز والمشافي التابعة للمنظومة الصحية المتاحة للجميع بلا استثناء..
كما يتوجب بمن يعرف أحداً يعاني من الأعراض أن يبادر بتشجيعه بالتقدم للفحص بكل السبل، وإذا لم يقتنع فعليه أن يخبر الجهات المعنية في وزارة الصحة عبر الأرقام والوسائل المتاحة للاتصال المجانية التي وفرتها..
علينا أن نعي جميعاً أن التعرض للإصابة لا يعني النهاية، خاصة مع بزوغ أمل الشفاء من الإصابة، وهو أمر تحقق في مختلف دول العالم، وفي سورية أيضا حتى إن وزارة الصحة والجهات الأخرى المعنية في التعامل مع الإصابات تتبع تدابير صارمة بعدم الكشف عن الحالات المصابة بأسمائها..
الجميع أصبح يعرف أن أولى الإصابات التي أعلن عنها في سورية بفيروس كورونا جاءت من خارج الحدود، وبالتالي فإن التحدي الأهم حاليا يتمثل في ضبط الوافدين إلى سورية بطرق غير شرعية حتى تستطيع الجهات المعنية إخضاعهم للفحص والاجراءات التي تليها في حال الإصابة، وهنا ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع في إخبار الجهات المعنية عن اي حالة دخلت البلاد بطرق غير شرعية، وهو امر يصب في خانة المصلحة الوطنية، أما بالنسبة للجهات المعنية بضبط الحدود في الداخل والخارج فنقول لها: الحذر الحذر فلا مجال لأي ارتكابات او تستر يصب في خانة الفساد وتحقيق الأرباح غير الشرعية التي ستكون ملوثة بدماء وأرواح السوريين جميعاً..
أما المسألة الأهم فتتمثل في ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية والاستعدادات للتصدي لمرض كورونا وأهمها البقاء في المنزل والالتزام بالحظر، وخاصة أن المشاهدات تؤكد بدء حالة تراخٍ في هذا الأمر، وأيضا تفاوت بالتنفيذ بين المناطق خاصة بين الريف والمدينة، وأيضاً الأحياء الشعبية والمخالفات الجماعية..