ســـــــارقو النــــــــار ..اشبنغلر

 

الملحق الثقافي:

شيّد مذهباً شاملاً في الوجود، وأحدثت نظرته الكونية اختراقاً لما كان سائداً عند فلاسفة الحضارة والتاريخ. وجاءت فلسفته كثورة كوبرنيكية، مشابهة لتلك التي أحدثها كانط في نظرية المعرفة.
ولد أوزوالد اشبنغلر في مدينة بلاكنغبرغ في ألمانيا عام 1880، ودرس فيها حتى الثانوية. ثم انتقل إلى برلين لدراسة العلوم الطبيعية، وتابع في ميونيخ. وحين تخرج عاد إلى برلين، وأخيراً عاد إلى مدينته، التي بدأ فيها التدريس في المدارس الثانوية.
في نهاية العقد الثالث من عمره، أي في عام 1918، كتب اشبنغلر كتابه الأشهر «انحلال الغرب»، الذي نشر في جزأين. وفي هذا الكتاب تنبأ اشبنغلر بأن الحضارة الغربية تنتقل إلى مرحلة الشتاء الباردة، والكهولة المريضة، وأنها تلفظ آخر أنفاسها. ويرى بأن الدليل على هذا الاحتضار هو الرمز الأولي لروحها الذي اتخذته وهي على أبواب القبر، وهو الشك، أي أن كل شيء في نظر الرجل الغربي نسبياً وليس مطلقاً، تاريخياً وليس طبيعياً.
في عام 1922 أصدر اشبنغلر كتابه الثاني «هيراقليطس: دراسة في الأفكار الرئيسية الديناميكية في فلسفته» و»البروسية والاشتراكية»، وبعد عامين نشر كتابه «البناء الجديد للرايخ الألماني»، وفي عام 1931 نشر «الإنسان والتكنيك»، وأخيراً في عام 1933 أصدر آخر كتبه «تطور التاريخ العالمي». وتوفي عام 1936، وهو في قمة نضجه الفكري. وبعد وفاته بعام ظهرت مجموعة من الخطب والمقالات تحت عنوان «خطب ومقالات لأوزوالد اشبنغلر»، تناولت مواضيع حول الشباب الألماني وآسيا القديمة، ونيتشه، عمر الحضارات الأمريكية، وغيرها.
استفاد اشبنغلر من فكرة المصير عند نيتشه، ومن فكرة الزمان الحي عند برغسون، وعن غوته أخذ فكرة الظاهرة الأولية، التي تقول بوجوب وقوف الإنسان عند الحد النهائي.
قسم اشبنغلر الحضارات العليا الرئيسة إلى ثماني، هي: المصرية، البابلية، الهندية، الصينية، اليونانية الرومانية، العربية، المكسيكية، والغربية. وحاول في دراسته لكل حضارة أن يُرجعها إلى رمزها الأولي، أو طرازها الخاص بها. وتتجلى فكرة اشبنغلر حول الحضارات، في برهنته على أن كل الظاهر والصور الدينية والفنية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية متعاصرة بين جميع الحضارات، في نشأتها وتطورها وفنائها، وإن أساس تركيب حضارة ما هو ذاته في حضارة أخرى، ولا توجد ظاهرة واحدة ذات قيمة عميقة في الصورة التاريخية لحضارة دون أن يوجد ما يقابلها في حضارة أخرى.

التاريخ: الثلاثاء14-4-2020

رقم العدد : 994

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف