ثورة أون لاين – حسين صقر:
لكون الأعمال التطوعية تعكس قيماً ومبادئ أخلاقية رفيعة في المجتمع، وهي من أهم المظاهر الصحية التي تعطي صورة جميلة تنم عن التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، باتت الشغل الشاغل لشريحة واسعة من الناس، وتنتشر بشكل كبير ولاسيما في أوساط الشباب، وذوي الأيادي البيضاء الذين استهوتهم المبادرات على اختلاف أنواعها، لنشر تلك الثقافة، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها من حروب وأوبئة تأتي على الأخضر واليابس، وتعطل مصالح الناس على اختلاف اهتماماتهم ومهنهم ومصادر عيشهم.
” الثورة” التقت بعض الفعاليات التي أكدت على أهمية الأعمال التطوعية في مختلف القطاعات والمجالات، لأنها تبعث شعوراً بالسعادة والراحة رغم المتاعب التي قد تترتب عنها، عملاً بالمقولة المعروفة: إذا تعبت في البر ، فإن التعب يزول واللذة تبقى، وإن تلذذت بالإثم فإن اللذة تزول، والإثم يبقى.
وفي هذا الإطار قال فاضل حسين وهو مقاول: إن الإنسان بطبعه لا يستطيع العيش بمفرده، ولهذا يحتاج بالضرورة كي يكون ضمن المجتمع الذي يعيش فيه ويتفاعل معه، ومع مجموعة من الأشخاص في عمله أو حرفته أو مدرسته، وكذلك منزله، وبالتالي يواجه البعض من هؤلاء نوعاً من الصعوبات في تأمين الحاجات الأساسية و غيرها، وبالتالي لابد من التفكير بحل لتذليل تلك الصعوبات، ولايكون ذلك إلا من خلال العمل الجماعي التطوعي، حتى يشعر صاحب المشكلة بأنه ليس وحيداً، وهناك الكثير حوله، كما أن هناك من يتألم لألمه ويفرح لفرحه، ويشعر بمدى حاجته لتقديم العون.
وأضاف انطلاقاً من الخصائص الاجتماعية التي هي أصلاً من سمات الطبيعة الإنسانية، تدعو الفطرة السليمة الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكل نهائي، وهو مايتجلى بتلك الأعمال لكونها تنعكس إيجاباً على معنويات صاحب الحاجة ونفسيته.
وقال أيضاً: أنا كمقاول أقوم بالكثير من الأعمال في أماكن البناء التي أشيدها يداً بيد مع الكادر من بنائين وعاملين ومهندسين مايجعلنا خلية عمل واحدة، فضلاً عن بعض الأعمال التي نقوم بها في الأماكن التي يرودها القاطنون الجدد.
من ناحيتها عبرت تهاني الأحمد بالقول: إن العمل التطوعي يبعث في النفس السعادة والهدوء، ويولد إحساساً لدى من يواجهون صعوبات معينة في حياتهم بأنهم ليسو وحيدين، وهناك من يتألم لهم، ويفكر بحلول لمشكلاتهم، وخاصة أن الأعمال التطوعية تعتبر من أهم المصادر المهمة لتوليد السعادة، وضربت مثالاً عن الحي الذي تعيش فيه، بأنها وجيرانها يقومون كل يومين أو ثلاثة بتنظيف الشارع الذي يعبرونه، بعد أن ينهي عامل التنظيفات عمله، وهو ما يجعل المكان الذي نعيش فيه إنموذجاً حياً للعمل التطوعي، حيث ترى الصغير والكبير والفتاة والمرأة يعملون باندفاع، ولايستغرق منا ذلك العمل أكثر من ربع أو نصف ساعة، لأن السكان اعتادوا أن يبقى المكان نظيفاً.
واوضحت الأحمد أن ذلك يبعث في نفوسنا جميعاً الأمل بأن بذور الخير لازالت موجودة عند الغالبية.
بدوره قال المدرس محمد تلاوي أن الأعمال التطوعية تساهم بعكس صورة إيجابية عن المجتمع الذي نعيش فيه، وتوضح مدى ازدهاره وحالته الصحية، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده، ولهذا نحرص ككادر تدريسي على تنمية هذه الأفكار لدى الطلاب، وذلك من أجل الحفاظ على روح التعاون والإحساس العالي بالمسؤولية، وذلك بدءاً من تنظيف القاعات والباحات مروراً بترتيب المستلزمات، شرط أن يكون المدرس أو المعلم قبل الطالب في هذا العمل، كي لايشعر التلميذ بأن هذا العمل مطلوب منه فقط، وهذا يولد أيضاً إحساساً بالراحة والاطمئنان بأن الجميع يقومون بذلك يداً واحدة.
وأكد ان العمل التطوعي ظاهرةإيجابية بكل ماللكلمة من معنى، ونشاطاً إنسانياً مهماً، وهو من أحد أهم المظاهر الاجتماعية السليمة.
وفي هذا السياق قال محمود يعقوب: لقد أطلق على العمل التطوعي هذا الاسم لأن الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على نوازع الشر ، ودليل على ازدهار المجتمع، لأنه كلما زادت العناصر الإيجابية كلما ازداد البناء وازدهر الإعمار .
المرشد الاجتماعي مشهور سيف الدين قال: تخفف الأعمال التطوعية من الآثار السلبية على الأفراد، ولهذا لابد من الترويج لها والحرص على نشر ثقافتها وتعميمها، فهي فضلاً عن أنها تخفف المعاناة عن هؤلاء، تملأ فراغ المتطوعين إذا كان لديهم هذا الفراغ، وتوفر لهم الفرصة للقيام بدور فاعل في المجتمع.لافتا أنه بغية استمرار هؤلاء بعملهم التطوعي لابد من الحديث عنهم في الجلسات والمناسبات، ليكون ذلك حافزاً لهم ، وكي يشجعون غيرهم للانضمام إليهم، وتشجيع مبادراتهم،
وأضاف سيف الدين هناك أنواع للتطوع فمنه الافتراضي أو الإلكتروني أي التطوع عن بعد و عن طريق شبكة الإنترنت. والتطوع الشامل أي على مدار الساعة على مدار الساعة وكذلك التطوع قصير الأجل الناتج عن ظروف معينة وخاصة كأن ينضم هذا الشخص لفريق في أوقات الأزمات والأمراض كما نمر في هذه الأيام خلال أزمة وباء كورونا، وهناك أيضاً التطوع في الشركات الربحية والمؤسسات الحكومية للقيام ببعض الخدمات، مختتماً بأنه تبقى النتيجة العمل والمساعدة لتذليل العوائق والصعوبات.