هو اليوم الذي توج فيه السوريون انتصاراتهم على الغاصب الفرنسي, سيبقى خالداً في الذاكرة حاضراً اليوم أكثر من أي وقت مضى, العدو يحاول أن يعود بأشكال مختلفة, وقد أشار السيد الرئيس بشار الأسد إلى ذلك حين تحدث عن الجلاء قائلاً:
(فالاستقلال الحقيقي والجلاء الحقيقي هو عندما يُجلى المستعمر عن الأرض ونستعيد السيادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معان.. فإذا كانت هناك أرض محتلة ولكن شعبها حر أفضل بكثير من أن يكون لدينا أرض محررة وشعب فاقد للسيادة ودولة فاقدة للقرار الوطني.. هكذا يجب أن نفهم الجلاء والاستقلال.. الجلاء والاستقلال بمعناه الشامل.. وأعتقد أن سورية في مثل هذه الظروف تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل وبمختلف الطرق.. هناك محاولة لغزو سورية بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة ولو أنها تتبع تكتيكاً جديداً يختلف عن التكتيك التقليدي للاستعمار الذي كنا نسميه الاستعمار الحديث الذي كان يأتي بقواته إلى المنطقة وآخره كان الاحتلال الأميركي للعراق ولأفغانستان.. وهناك أيضاً محاولة لاحتلال سورية من الناحية الثقافية عبر الغزو الفكري باتجاهين.. إما من أجل أن تذهب سورية باتجاه الخضوع والخنوع للقوى الكبرى والغرب تحديداً أو بالاتجاه الآخر وهو الخضوع للقوى الظلامية التكفيرية).
وعلى الأساس المتين الذي رسخه القائد المؤسس حافظ الأسد يكبر الجلاء, ونستعيد المعاني البطولية فيه اليوم نضالاً وقوة وقدرة على الوعي وكشف المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وأمتنا, لقد قرأ ذلك القائد المؤسس بعين الرؤية الاستشرافية التي ترسم للوطن غده, وها نحن نعيش النضال, يقول القائد المؤسس حافظ الأسد في ذكرى الجلاء:
(من أبرز هذه المعاني أن شعبنا قد حافظ طوال سني الجهاد من أجل الجلاء والاستقلال، على درجة عالية من اليقظة والوعي. جربت معه مختلف أساليب الخداع فلم يخدع، وجربت معه وسائل الترغيب فلم تنجح هذه الوسائل، وجربت معه مختلف وسائل الإرهاب فلم يضعف ولم تلن قناته.
ولعل أهم هذه المعاني أن شعبنا امتلك الرؤية الواضحة طوال سني الجهاد من أجل الاستقلال حدد هدفه فلم يحد عنه، رفض تجزئة الوطن، ورفض القيود والشروط، وأصر على الاستقلال كاملاً غير منقوص).
صفحات المجد والتاريخ يكتبها السوريون استقلالاً ونصراً في كل عصر وزمان، وعيدهم بالنصر والاستقلال يتجدد بهمة الرجالات والنساء الذين أثبتوا للعالم أننا شعب لا يُقهر… كل عام وسورية تحتفي بالاستقلال.. كل عام وسورية تحتفي بنصر جديد واستقلال دائم، ووطن فجر تاريخه يعانق مستقبله بملاحم البطولة والحرية والأحرار.
رؤية- هناء دويري