هل يوصد الوعي أبوابه في زمن الحصول على رغيف الخبز؟.. هي إشكالية تعيد طرح نفسها في أزمنة الحروب والكوارث والجائحات التي تدفع بأهوال الروح وهلع المشاعر الى مرآة الجسد.
برغم كل التوجيهات والتعليمات والنصائح الوقائية التي بات حضورها هو الأبرز على وسائل الإعلام كافة، مازال الهلع والخوف هو الذي يسيطر على حركة الكثير، حيث غاب الوعي المجتمعي والصحي والوطني والأخلاقي، وحضر بدلاً عنه الفوضى واللامبالاة والاستهتار، الى جانب الاستغلال والجشع الذي مارسه الكثير من تجارنا (الاكارم).
فالشارع السوري ببعض جزئياته لايزال خارج سياق الشعور بالخطر، لجهة غياب بعض المسؤولية الواعية للتصدي لهذا الوباء القاتل، والقيام بكل ما يلزم للحفاظ على صحتنا وصحة أبنائنا وصحة المجتمع بشكل عام.
إن الحصول على الحاجيات والاساسيات من طعام وشراب، لا يبرر مطلقاً حالة الفوضى والاستهتار التي تطبع حركتنا كالازدحام والتدافع والغوص في أعماق التجمعات من اجل الحصول على رغيف خبز، قد يكون هو السبب في إطلاق رصاصة الرحمة على صاحبه وأهله وكل المحيطين به، لأن هذا ليس من باب الشطارة أو التذاكي أو من باب أن «صاحب الحاجة أحمق أو أرعن».
نداء الضمير ومعه الوعي الوطني والحس الأخلاقي يجب ان يكون حاضراً في هذه الظروف الصعبة على بلدنا بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام، لاسيما ونحن لا زلنا نعاني من آثار وإرهاصات الحرب المستمرة على شعبنا والتي تتطلب الالتزام بكل إجراءات الوقاية والحماية التي أعلنت عنها الحكومة، خاصة عدم الاختلاط مع الآخرين والبقاء في المنزل قدر الإمكان.
لا مانع عند الضرورة القصوى من النزول الى الشارع أو الى السوق من أجل شراء بعض الحاجيات الأساسية، لكن يجب أن يكون هذا النزول مقيداً بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية، بحيث يكون الالتزام بكل التوجيهات الصحية هو الهاجس الرئيس لنا جميعاً، لأن من شأن ذلك أن يكون السبيل الوحيد للوقاية من هذا الوباء القاتل الذي ينتقل في غياب إجراءات وشروط النظافة والتوعية الصحيحة، وهذا ما تدعونا إليه كل الأديان والشرائع السماوية.
فردوس دياب