عيد الفصح المجيد مناسبة عظيمة عند جميع الطوائف المسيحية على التقويم الشرقي، أو الغربي لتذكار قيامة السيد المسيح، ويسمى العيد الكبير في الكنائس الشرقية.
عيد الفصح الذي يمر هذا اليوم عند الطوائف الشرقية مقتصراً على إقامة الصلوات والقداديس التي اقتصرت على القائمين عليها من دون حضور مصلين، وذلك تطبيقاً للإجراءات الاحترازية الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا، لكننا نقول: إن هذه المناسبة هي تأكيد على التآخي والمحبة، علينا أن نصلي جميعاً مسيحيين ومسلمين من أجل سورية ومن أجل جيشنا وشهدائنا وكل من ارتقى حباً بها ودفاعاً عنها ومن أجل الذين تجندوا ويتعاونون لمحاربة وباء كورونا.
فللفصح المجيد معان سامية تؤكد أن الله محبة وهو يحب عباده وهذه هي رسالة القيامة التي علينا جميعا أن نحملها إلى العالم رغم المعاناة التي نعانيها نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض علينا، لكن احتفالية القيامة اليوم تؤكد لنا أن الحق أقوى من الباطل، وأنه على الرغم من هذه الأيام العصيبة فإننا سننتصر، وجميع السوريين اليوم وهم يشاركون إخوتهم في الوطن يتضرعون بقلوب عامرة برجاء القيامة ونحن نواجه الجائحة الخطرة، متمسكين بتنفيذ ما قررته الحكومة من إجراءات للتصدي للفيروس، وذلك من خلال الالتزام بالمنازل وعدم الزيارات واقتصار المعايدات عن طريق الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على الصحة العامة.
إن سورية التي دخلها بولس الرسول تمتلك داخلها الحياة، وقد حفظها الرب بنعمته أرضاً وشعباً من الوباء الخارجي الذي عاشته كما يحفظها الآن من وباء كورونا، وما تعيشه اليوم من تعزيز للصمود في وجه الحصار الاقتصادي إنما يدلل على أن السوريين يكرسون معاني العيد في كل يوم بصمودهم وإرادتهم لبناء مستقبلهم.
فعيد الفصح الذي يمر علينا اليوم يأتينا ممزوجاً بفرح القيامة والحزن لعدم قدرة الناس على القدوم لمعايدة بعضهم بعضاً التزاماً بالإجراءات الاحترازية المتخذة، لكننا نقول لإخوتنا في الوطن فصح مجيد ينعاد عليكم وعلى وطننا وقائدنا وجيشنا وشعبنا بألف خير.
حديث الناس- إسماعيل جرادات