لا يملك ترامب وأركان إدارته العابثون بأمن وسلام دول وشعوب العالم إلا اللعب بالنار ورمي عيدان ثقاب العنجهية على امتداد الخريطة الدولية، لتشتعل أزمات وتتفجر مشكلات لاقتناص الفرص الدنيئة في عكر الأوضاع والحروب الإرهابية المفتعلة وحتى الأوبئة وتصيد مكتسبات على حساب معاناة الشعوب وحرمانها من أبسط احتياجاتها نتيجة سيف العقوبات الجائرة التي تشهره واشنطن في وجه من يرفض الانصياع للمشيئة الأميركية بالهيمنة والتجبر والتفرد بالقرارات العالمية.
فاللعب بنار افتعال الأزمات وإشعال فتيل الحرائق وبث التفرقة والسير بكل رعونة في حقول العنصرية والاتجار القذر بالإنسانية والمساعدات المقدمة لشعوب منطقتنا هي لعبة تاجر الدماء والإرهاب الأميركي لتسجيل أهداف وهمية في مرمى الابتزاز الدولي.
وبين الدجل السياسي والادعاءات الكاذبة تمعن إدارة ترامب في الترويج لخدمات كاذبة تقدمها واشنطن لانتشال الإنسانية من هاوية الحروب وتفشي الأوبئة عبر التسويق الوقح لمد يد العون الأميركية لسورية وشعوب المنطقة لمكافحة جائحة كورونا.
أما سمعتم من تسميه مبعوثها الخاص بالشأن السوري جيمس جيفري يستعرض بهلوانياً ويزاود على مسرح الرياء المفضوح إنجازات بلاده في هذا السياق، متغافلاً أن أميركا هي الوباء وأصل الداء الإرهابي المستشري والمتمدد على اتساع خريطة المنطقة وعلى امتداد الرقعة الدولية!، فإن زعم ترامب وثعالب إدارته أن فورة “حميتهم” المصطنعة هي لأجل الإنسانية، فهل من مصدق أحمق؟!
تتفجر أزمات وتختنق الرقعة الدولية بغازات السموم الأميركية، وبالونات التحمل الدولي للبلطجة الأميركية باتت قاب قوسين من انفجار لمسناه في تصريحات غربية أوروبية ومسؤولين أمميين، واستشعرناه بين سطور خطابات من لم يجرؤ بعد من حلفاء أميركا أن يقولوا لترامب: كفى، طفح الكيل الدولي بعربدتك.
بعض الأخطاء قاتلة لدرجة أنها تعجل في النهايات، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم كليهما معاً، وترسم الخطوط البيانية لمنحدرات الخسارات الكبرى، وما يقوم به ترامب من أفعال عربدة وفجور مقيت وابتزاز رخيص ومساومات دنيئة يفتح أبواب الاستياء العالمي على مصراعيه، ويفتعل الضجيج في أروقة وكواليس منظمات أممية التي حتى اللحظة الراهنة تبتلع غصات إهاناتها أميركياً، وتعض على أصابع فقدان مصداقيتها عند الدول والرأي العام العالمي.
فهل من حراك دولي يلجم العربدة الأميركية؟ وهل من قرارات فعلية تحدّ من تفشي وباء البلطجة الأميركية على امتداد الخريطة الدولية؟ وهل سنرى انتزاعاً جدياً لصاعق التحمل الدولي، ونشهد تحولاً من الإدانات والاستنكارات الأوروبية والدولية إلى أفعال الردع الحقيقية والمجدية؟.
حدث وتعليق – لميس عودة