ثورة أون لاين:
صدمات متتالية هزت الأوساط السياسية والطبية على حد سواء بسبب آراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووجهات نظره على مدى السنوات الثلاث الماضية إلا أن اقتراحه الأخير حول حقن مرضى فيروس كورونا بالمعقمات أثار موجات غير مسبوقة من الإدانات والانتقادات والسخرية دفعته إلى إلغاء المؤتمرات الصحفية حول الفيروس والاختباء وراء تغريدات يطلقها عبر تويتر في محاولة لاحتواء التداعيات.
الصدمة التي خلفتها تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي قبل أيام حول حقن مرضى كورونا بالمعقمات أو إدخال الأشعة فوق البنفسجية إلى أجسامهم للقضاء على الفيروس كانت لها حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أبعاد كبيرة على مستويات عدة إذ أنها أكدت مجدداً زيف ادعاءاته المتكررة حول “مدى ذكائه” كما أنها أثارت انتقادات وإدانات بين مؤيديه الجمهوريين وخبراء الصحة الذين سارعوا إلى التحذير من أخذ اقتراحه على محمل الجد.
موجة السخرية من حديث ترامب تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الأمريكية بما فيها نيويورك تايمز التي رأت أن اقتراحه حول المعقمات يتجاوز حدود العقل والمنطق ويؤكد أنه لا يعرف ماذا يفعل مشيرة إلى أن تداعيات هذا الاقتراح دفعته إلى تعليق مؤتمراته الصحفية لأنها تلحق مزيداً من الضرر بحملته الانتخابية.
الصحيفة أشارت إلى أن السياسة الأمريكية الحديثة لم تشهد في عهدها أي رئيس ينافس ترامب وسجله المليء بالتصريحات الكاذبة وغير المنطقية كما لفتت إلى أنها أجرت إحصاء بالكلمات التي نطق بها ترامب منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا في الولايات المتحدة لتكشف أن معظمها تكرار لعبارات يمدح بها نفسه محاولاً إقناع مؤيديه بأنه (بطل الأزمة) وليس الرئيس الذي تأخر في مواجهة الوباء.
كما أشارت الصحيفة إلى أن عدد الكلمات التي نطق بها ترامب منذ الـ 9 من آذار الماضي خلال المؤتمرات الصحفية حول كورونا بلغ 260 ألف كلمة فيها الكثير من الكلمات المبنية على أكاذيب ومبالغات.
تداعيات اقتراح ترامب حول استخدام المعقمات تجاوزت حدود السخرية لتصل إلى مخاطر صحية حقيقية مع تلقي المسؤولين في ولاية ماريلاند مئات الاتصالات من أشخاص يسألون حول إمكانية حقن أنفسهم بالمواد المعقمة أو ابتلاعها للوقاية من كورونا متأثرين باقتراح رئيسهم ما دفع بحاكم الولاية الجمهوري لاري لوغن إلى الإقرار بأن حديث ترامب (يوجه رسالة خاطئة).
ورغم تشكيله خلية مؤلفة من خبراء في مجال الصحة والأوبئة للتعامل مع أزمة كورونا إلا أن ترامب أصر خلال الأشهر الماضية على تقديم اقتراحاته ووجهات نظره الشخصية الخاطئة فيما يتعلق بمكافحة أو علاج الفيروس إلا أن فكرته المبتكرة حول تناول المعقمات والتعرض للأشعة فوق البنفسجية جعلته مثار سخرية على نطاق واسع.