أكثر من مزعج

 أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.. شعار رفعه العديد من المختصين بالشأن الاقتصادي وحتى الإعلام والشارع السوري كرد فعل على الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي أطلقتها الجهات المعنية قبل نحو عامين لمكافحة التهريب وتركت حينها أثراً إيجابياً خاصة أنها شهدت إجراءات حازمة على موجة تهريب البضائع مختلفة الأصناف مجهولة المصدر التي غزت السوق المحلية وتركت آثاراً مدمرة على قطاعات عديدة .
والأهم في تلك الخطوة حينها أن المنفذين لها توجهوا -ربما لأول مرة- نحو مخابئ ومستودعات كبار التجار والمحتكرين داخل الأسواق وفي مختلف المحافظات لمصادرة المهربات، وكانت المحصلة تزويد خزينة الدولة بمليارات الليرات الضائعة التي أنعشت مجدداً الاقتصاد والصناعة الوطنية التي كانت تعيش مرحلة التعافي وقتها بعد ضغوط كبيرة، مع خطوات داعمة لضبط المنافذ الحدودية قدر المستطاع رغم صعوبة هذه الخطوة بالنسبة لأي بلد، وتقديم حزمة معززات ترفع من أداء وعمل الجمارك العامة.. ولا شك أن تلك الجدية بالعمل كانت محط دعم شعبي لكون التهريب يضر بالاقتصاد والصناعة وبالتالي بالمنتج المحلي وبالمواطن .
لم تكن لتلك الاستراتيجية صفة الديمومة واندرجت ضمن سلسلة الحلول غير المكتملة لتدخل إدارات معنية بمكافحة التهريب ومن خلفها الجهات المعنية مرحلة الثبات أو لنقل التراخي، وهذا ما جعلنا نصل للخطر الذي يعيشه اقتصادنا وصناعتنا جراء النوع الثاني من التهريب والمتمثل هذه المرة بالتهريب من داخل البلد لخارجه عبر عمليات تهريب واسعة لمنتجات وخيرات زراعية وغيرها لدول الجوار، ما خلف حالة من الاستغراب والتساؤل عند الناس الذين كانوا الأكثر تضرراً هنا جراء الارتفاعات الجنونية لأسعار الخضار والفواكه بما فاق قدرة أغلبيتهم على الشراء، ولعل مشاهد شراء الأسرة لحبتي ليمون أو نصف كيلو بندورة أو بطاطا التي ازدادت مؤخرا خير دليل عن مدى الآثار الاجتماعية السلبية التي تركها تهريب البضائع المحلية على المواطن.. وفي الوقت الذي انتظر الجميع حملة مجابهة حازمة لهذه الآفة تتكاتف فيها جهود جميع الجهات المعنية لوقف استنزاف خيرات وليرات وحتى جهود وعرق المزارعين، جاء وصف وزارة المالية للموضوع بـ«المزعج»، بعد إقرارها طبعاً بوجود التهريب وبكثرة، مخيباً للآمال ودون مستوى الخطر وتأثيره على منتجات البلد ومواطنه، الذي دفع ثمناً غالياً لتعود عجلة العمل في كل القطاعات، ما يستدعي تحمل المسؤولية والسير نحو الخيار المنتظر والضروري بمواجهة التهريب وكل من يقف خلفه بحزم .

الكنز-هناء ديب

آخر الأخبار
مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة