لا ندري إن كان النظام التركي ينتمي للأنظمة السياسية القائمة في العالم اليوم، ولا ندري أيضاً إن كان رئيس هذا النظام، العثماني الجديد رجب أردوغان ينتمي للإنسانية، وذلك لأن أفعال الأخير ونظامه في سورية منذ بداية الأزمة فيها إلى يومنا، توحي بأن من يقوم بأفعال إرهابية إجرامية كهذه لا ينتمي للعصر ولا يعرف عنه شيئاً.
لم تشفع للسوريين علاقات حسن الجوار التي تعتمدها الدولة السورية تجاه الدول المجاورة لها بما فيها تركيا، وذلك لأن أردوغان ونظامه انخرطا في المشروع الإرهابي الأميركي الصهيوني المعادي لسورية منذ البداية، بل أكثر من ذلك، أصبح النظام التركي الحالي رأس حربة لهذا المشروع الإرهابي، وقام باحتضان التنظيمات الإرهابية التي تجمعت في الأراضي السورية من جميع الجنسيات، كما سهل عن سابق الإصرار عمل الإرهابيين وعبورهم من جميع أصقاع الأرض إلى سورية عبر الحدود التركية.
وفي كل يوم يمر يرتكب هذا النظام جرائم ضد الإنسانية لا يمكن السكوت عنها، سواء كان في الداخل التركي، أو في الأراضي السورية التي تحتلها قواته الغازية ومعها تنظيماته الإرهابية التي تأتمر بأمره.
ولا ينفصل تفجير الصهريج المفخخ في وسط مدينة عفرين بريف حلب، الذي راح ضحيته عشرات السوريين المدنيين، عن الاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية كل يوم على القرى الحدودية في ريف الحسكة، فكل هذه الأفعال الوحشية مترابطة وتأتي في سياق سياسة عدوانية متأصلة في نفس رئيس النظام التركي المجرم ووفق التوجيه الأميركي.
وتضاف هذه الجرائم الإرهابية المستمرة التي يرتكبها أردوغان وإرهابييه بحق السوريين، إلى سجله الحافل بالارتكابات من شمال العراق إلى ليبيا وشمال إفريقيا، الأمر الذي يحتم على الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والدول أيضاً، أن تحيل هذا المجرم إلى المحاكم ذات الاختصاص، وأن تحاسبه على جرائمه الوحشية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء في جميع الدول التي وصل إليها مخلبه الإخواني.
نافذة على حدث- راغب العطيه