لم يعد سراً أن كل ما يتشدق به الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو محض ادعاء وكذب وتضليل، بحيث صار الأميركيون أنفسهم يفندون تصريحاته ويكذبونها ويحذّرون منها، وقد كشف فايروس كورونا بنسخته الـ19 عن شخصية ترامبية لا تقل خطورة عن الفايروس نفسه لجهة التضليل، الذي كلف الولايات المتحدة فاتورة باهظة من الإصابات والوفيات، إضافة إلى الخسائر الفادحة التي ضربت اقتصاد بلادهم ووضعته على حافة الانهيار.
وبما أن الحديث عن ترامب والفيروسات والتضليل، فقد كان لافتاً خلال الأيام الماضية قيام واشنطن بإعادة تنشيط فايروساتها الداعشية في العراق وسورية بشكل خاص، حيث قامت بعدد من الهجمات الإرهابية على نقاط للجيش العربي السوري والحشد الشعبي العراقي، في محاولة استنزاف جديدة للقوتين اللتين أسهمتا بقوة في القضاء شبه الكامل على “الخلافة” الداعشية البغيضة التي تمددت في سنوات سابقة على مساحة كبيرة من أراضي سورية والعراق بإشراف ورعاية ومساندة أميركية مباشرة، وليس هنالك من يجهل هذه الحقيقة سوى معاند مأجور أو أحمق مأفون، إذ لاتزال الجيوب الداعشية البعيدة عن متناول الجيش العربي السوري والحشد العراقي تحت رعاية القوات الأميركية على طرفي الحدود، تتلقى الدعم والأوامر منها لافتعال المزيد من المشكلات بهدف صرف النظر عن الوجود الأميركي الاحتلالي.
التنشيط الجديد للفايروسات الداعشية يؤشر إلى رغبة واشنطن بالاحتفاظ بوجود طويل الأمد في المنطقة، إلى جانب خشيتها من المواجهة المباشرة مع قوى المقاومة فيها، مع ما ينتظر قواتها من خسائر قد تتكبدها جراء إصرارها على نهب ثروات البلدين ومحاولة البقاء كقدر أحمق يزعزع أمنهما واستقرارهما وينتهك استقلالهما وسيادتهما.
ما جرى خلال الأيام الماضية من عودة واشنطن للعب بورقة التنظيم الإرهابي يدحض كل ادعاءات ترامب بخصوص القضاء على التنظيم، ويقدم صورة واضحة عن الجهة التي تدعم الإرهاب وتستثمر فيه لغايات قذرة وغير أخلاقية، ما يستدعي استنفاراً كاملاً من محور المقاومة لإفشال المخطط الأميركي الجديد الذي يطمح استعادة حضوره وخلط الأوراق من جديد، لأن المعركة لم تنته بعد..!.
عبد الحليم سعود