ثورة أون لاين -حسين صقر:
على مر السنوات والعقود، والسوريون يكتبون أنشودة الشهادة، ويرتلون آيات الانتصار المعمدة بدماء التضحية والإباء، من أيام الحكم العثماني المستبد، مروراً بأيام الانتداب الفرنسي البغيض، إلى مقاومة الاحتلال الصهيوني العنصري، و تسطيرهم ملاحم حرب تشرين التحريرية على ربى الجولان وفلسطين ولبنان، وها هم يحاربون الإرهاب التكفيري الظلامي المدعوم من أنظمة الطغيان والعمالة.
وهكذا امتلأت أحياء السوريين وقراهم ومدنهم بالنصب التذكارية لهؤلاء الأبطال، وتقاطرت قوافل الشهداء، وأصبح عيد الشهداء في السادس من أيار يخص كل أسرة سورية على امتداد الوطن، لأنه لم يعد إيقاع هذا اليوم كما كان قبل قرن من الزمن.
فعاليات شعبية التقتها” الثورة” عبرت عن فخرها واعتزازها بهذه الذكرى التي يشمخ ويعتز بها كل من حمل الهوية السورية، وأكدت أن الشهادة قيمة القيم، والشهداء مكرمون وخالدون، وذكراهم باقية في الأذهان ما حيينا، وهم نبراس للبطولة، ومثال يقتدى في التضحية والذود عن حمى الوطن كي يبقى عزيزاً كريماً لا تنال منه عصابات الرجعية والتكفير والإرهاب والاستعمار القديم والحديث.
وقال سليمان الخطيب هاهم السوريون يواجهون أعداء الإنسانية باندفاع منقطع النظير، دون أن يكترثوا بمعاناة أو جوع أو تعب، ورهنوا أعمالهم ومشاريعهم ومستقبلهم، وودّعوا أسرهم مدركين أنهم لن يلقوهم مرة ثانية.
وأضاف لقد أقسم هؤلاء أن تبقى رايات الوطن خفاقة عالية في سمائه، وألا تنال منها يد الغدر والعدوان، وفضلوا أن تُنصب خيم التعازي، على ألا يدنس الأرض الطاهرة رجس الإرهاب، ودنس العصابات الحاقدة السوداء التي تدل على قلوب الغزاة والطامعين.
من جهته محمود كبول قال: لقد خلّدت الحضارات الكثير من القصص التي تتحدث عن سير الشهداء، لكن سوف تذكر تواريخ الأمم الحاضرة قصصاً مختلفة عن البطولات التي سطرها السوريون على امتداد العقود الماضية، وكيف توجوها في حربهم العادلة والمحقة على الإرهاب التكفيري الظلامي، ومواجهة الهجمة الظالمة على سورية، وستكون الطرق التي قدموا فيها تلك التضحيات دروساً يستفيد منها المقاومون الذين سوف يواجهون هجمات مختلفة من نوع آخر، ولاسيما أن قوى الاستعمار تفرز وتبتكر نهجاً مختلفاً لاستلاب الشعوب وسرقة مقدراتها وطاقاتها، كي تبقيها تابعة لها، لا تقوى على شيء.
وقال الغضنفر عماد: إن السوريين عشقوا الشهادة في سبيل الوطن، وسوف تثبت الانتصارات المتلاحقة التي يحققها جيشهم العقائدي وتضحياته لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن أنهم مستمرون على ذات النهج حتى تحرير آخر شبر من دنس الإرهاب التكفيري، واليوم يطل عيد الشهداء هذا العام وقد امتزجت فيه دماء شهداء اليوم بدماء شهداء الأمس فداءً ودفاعاً عن كل ذرة تراب من ترابنا الوطني وتمسكاً بثوابتنا الوطنية في مواجهة قوى الشر والعدوان.
وأضاف عماد، الشعب السوري يدرك اليوم حجم المؤامرة التي تحاك ضد وطنه فيصر على الشهادة أوالنصر عقيدة لا يتخلى عنها في سبيل الحفاظ على كرامة الوطن متمسكاً بإرثه الحضاري والتاريخي، ويدرك أيضاً أن قوى الاستعمار التي قاومها الشعب السوري طوال تاريخه النضالي هي نفسها قوى الإرهاب العالمي التي يواجهها اليوم، و ثباته على عقيدة الإيمان بالوطن سيعيد لسورية وجهها الأجمل مكللاً بغار الشهادة حتى إعلان النصر.
بدوره عبر أسعد نصر عن فرحه الغامر بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب مستذكراً شهداء السادس من أيار الذين قاوموا الاحتلال العثماني ورجعيته البغيضة، والتي يحاول اليوم لصهم الحالم بالتوسع والسيطرة رجب أردوغان، وقال نصر ستبقى ذكرى شفيق و مؤيد العظم والشيخ عبد الحميد الزهراوي والأمير عمر الجزائري وشكري بك العسلي وعبد الوهاب الإنكليزي ورفيق رزق سلوم ورشدي الشمعة وسلطان الأطرش وابراهيم هنانو وصالح العلي وأحمد مريود وسعيد العاص ومحمد الأشمر وغيرهم الكثير من الشهداء الذين رفضوا الانصياع للطاغية العثماني والمغرور الفرنسي، فأحرارنا وأبطالنا هم منارات للأجيال القادمة.