ثورة أون لاين:
إلى المجد ساروا رافعين الهامات وضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن ورووا بدمائهم الطاهرة الأرض دفاعا عن قدسيتها واستقلالها ليرسموا طريق النصر والعزة في ملحمة وطنية ستذكرها الأجيال بفخر.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام تحتفل سورية بعيد الشهداء إجلالا وتقديرا لما قدموه من تضحيات ستبقى ماثلة أمام الأجيال الناشئة تنير لها طريق الحرية والمقاومة ليبقى الوطن حصنا ضد أعدائه.
في طرطوس إلى اليوم لم تنس منى إبراهيم زوجة الشهيد العقيد عبد اللطيف غانم يوم العشرين من آب عام 2011 عندما تلقت نبأ استشهاد زوجها في بابا عمرو بمدينة حمص لكنها اليوم قوية متماسكة صبورة تربي أبناءها على حب الوطن وتزرع في نفوسهم عقيدة الإيمان بالوطن والتضحية في سبيله.
تؤكد غانم وهي مديرة مكتب الشهداء في المحافظة “لا خشية على أبناء الشهداء في سورية فهم في أيد أمينة وحقوقهم مصونة تكفلها المراسيم والتشريعات التي تصدر بشكل دائم بما يلبي احتياجاتهم المعيشية” مشيرة إلى أن دماء الشهداء لم تذهب سدى فقد حررت الأرض من دنس الإرهاب ورسمت طريق النصر والعز والفخار.
ثلاثة أطفال ربتهم نادين الدالي زوجة الشهيد أكثم احمد الذي استشهد في قارة بنيران الإرهابيين عام 2012 لكنها تجاوزت الالام وتفتخر بانها زوجة الشهيد الذي قدم حياته ودمه قربانا للوطن.
بدورها أريج عجيب زوجة الشهيد علي محمود العمران تثمن في هذا اليوم تضحيات كل شهداء الوطن الذين لولاهم لما كنا هنا اليوم آملة في أن يتحقق قريبا النصر الكامل على الإرهاب وطرده من كل بقعة أرض في سورية.
فاطمة حسن والدة الشهيد علي حسن تستذكر بطولاته وزياراته الدائمة ومعايدته لها في كل المناسبات لكنها اليوم زارته في مثواه بمقبرة الشهداء في قرية بيت كمونة مؤكدة أن رفاقه رووا لها بطولاته قبل لحظات استشهاده في منطقة داريا وهي كفيلة بأن تبقى فخورة بتذكرها طيلة حياتها.
وفي حلب عبر محمد ربيع موصللي عن فخره باستشهاد أبنائه محمد علي الذي استشهد بمنطقة الراموسة وعبد الرزاق الذي استشهد خلال مواجهته الإرهابيين على جبهات منطقة الملاح شمال حلب مشيرا إلى أن تضحيتهما شرف وعزة وهما فداء للوطن.
بدورها أشارت جميلة الحمصي والدة الشهيد محمود وليد داية الذي استشهد في منطقة السبع بحرات في حلب إلى أن عيد الشهداء أجمل الأعياد في عيونها وكيف لا يكون وفيها يكرم أنبل بني البشر.
وبمشاعر ممزوجة بالفرح والفخر وأخرى ملؤها الصبر عبر محمود الشرم عن ثقته بأن تضحيات ولديه اللذين ارتقيا في سبيل الذود عن حياض الوطن لن تذهب سدى وستزهر ربيعاً للحرية وتعود سورية كما كانت أرضاً للمحبة والسلام.
وفي درعا قال ذوو الشهيد عبد الكريم الرحال إن الشهيد قدم روحه فداء للوطن ونحن فخورون باستشهاده.. مرت السنوات الثلاث على استشهاده وكأنها لحظة.
وأشارت ياسمين المحمود زوجة الشهيد الرحال وهي أم لأربعة أطفال إلى معاني الشهادة وإلى أنها تربي أطفالها على نهج وقيم وأخلاق زوجها الشهيد.
محمد الابن الأكبر يقول إننا نعتز باستشهاد والدنا.. وعزاؤنا الكبير أنه ضحى بروحه في سبيل الوطن لافتا إلى أنه يدرس اليوم ليكون طبيبا في المستقبل كما رغب والده.
“الشهادة مصدر فخر واعتزاز.. ووحدها أم الشهيد تعرف ما تعنيه الشهادة” بهذه الكلمات عبرت والدة الشهيد عبد اللطيف آصف علي عن حزنها لفراق ولدها وهي تحاول إخفاء دموعها لكن هذا الحزن كما تقول لمراسلة سانا يهون عندما يكون في سبيل الوطن مشيرة إلى أن عبد اللطيف لم يخف يوما من الموت وكان على استعداد لاستقباله فارتقى شهيدا إثر العدوان الاسرائيلي الغادر على جمرايا بريف دمشق في الـ 5 من أيار 2013 وزفته شهيدا للوطن في السادس من أيار بذكرى عيد الشهداء.
مفيدة علي أخت الشهيد عبد اللطيف أكدت أن الشهيد سيبقى نبراسا تهتدي به الأجيال في التضحية وحب الوطن وتقول: على قدر ألم هذا اليوم إلا أنه يشعرني بالفخر لأنني أخت الشهيد الذي قدم روحه لننعم بالأمان .
أما والد الشهيد حسام سمير حسن الذي نال شرف الشهادة في إدلب عام 2015 خلال محاربته الإرهاب أوضح أن الشهادة هي الطريق الوحيد للحفاظ على كرامة ووحدة الوطن وتعكس حب أبنائه لأرضهم فشهادتهم في سبيله منارة تضيء للجميع درب الحياة مؤكدا أن شهادة الأبناء مبعث فخر يتعاظم مع رؤية النصر الكبير الذي تحقق بدحر الإرهاب فالتاريخ سيذكر بطولاتهم والتضحيات التي قدموها دفاعا عن الأرض والعرض.
ولفت إلى أن الشهيد حسام أصر على اللحاق برفاقه بعد 10 أيام من زفافه وبقي محاصراً 6 أيام حتى استشهاده مشيرا إلى أن ابنه جسد هو ورفاقه معاني الصمود وسطروا بدمائهم الطاهرة أعظم ملاحم البطولة ليبقى الوطن قويا منيعا.
والدة الشهيدين وائل ومحمود حسن عبرت عن فخرها باستشهاد فلذات كبدها في سبيل الدفاع عن أرض الوطن وتقول: بالرغم من الم فراق أبنائي إلا أنهم أحياء عند ربهم في جنات النعيم مضيفة أنها تذكرهم دائما وأبدا ولكن الوطن غال وكل تضحية مهما بلغت تبقى رخيصة أمامه.