مرت في 3 أيار 2020 الذكرى السنوية الـ 29 لرحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي يعتبره كبار النقاد والموسيقيين، رائد التجديد في الموسيقا العربية الحديثة، رغم اقتباساته، التي تظهر واضحة أحياناً، وكان فريد الأطرش، قد أعطى حواراً في أواخر حياته نشر تحت عنوان : “عبد الوهاب ليس إله الموسيقا، وأنا لا أرضى أن تخاطبونني بالإله”. أما المؤرخ الموسيقي فكتور سحاب، فقد نشر فصلاً في كتابه “السبعة الكبار” تحت عنوان “السنباطي الوهابي” معتبراً أن رياض السنباطي من أعظم تلاميذ عبد الوهاب، وأضاف: “عندما نستمع إلى أغنياته مثل أشواق وفجر، نتذكر أسلوب عبد الوهاب في التلحين والغناء، كما أن أغنية سهران لوحدي للسنباطي، منقولة عن مونولوج بالليل يا روحي لعبد الوهاب، وتتوالى انتقاداته حتى يقول: بأن السنباطي استعار في مقدمة رباعيات الخيام لأم كلثوم، من عبد الوهاب سلم “الرست” الهابط إلى القرار، في أماكن كثيرة من الرباعية. وفي ثورة الشك لأم كلثوم أيضاً اقتبس السنباطي أغنية عبد الوهاب “يلي نويت تشغلني”. وفي قصيدة أين حبي لأم كلثوم أيضاً استفاد السنباطي من قصيدة الخطايا لعبد الوهاب. وأخذ السنباطي عن عبد الوهاب أيضاً اللوازم الموسيقية التي تبدأ متشابهة، ثم تنصرف إلى مقام المقطع الغنائي التالي. ولقد استخدم السنباطي الأشكال التي سبقه إليها عبد الوهاب، في كثير من ألحانه وأغانيه. إلى أن يقول: “إن تأثير عبد الوهاب في معاصريه، ومن جاء بعده امتد إلى الأشكال الموسيقية وأساليب الغناء”.
وحين أصدرت منظمة اليونيسكو الدولية نشرة باقتباسات عبد الوهاب، نشر سليم سحاب مقالة في صحيفة السفير اللبنانية تحت عنوان: الفضيحة لليونيسكو وليس لعبد الوهاب، متهماً باخ وموزارت وبيتهوفن بالسرقة.
ويبرر فكتور سحاب لعبد الوهاب تأثره الواضح بالموسيقا الكلاسيكية العالمية، ويغوص في التحليل، وينتهي إلى القول بأنها اقتباسات مشروعة، وجاءت في مصلحة تطوير الموسيقا العربية، حين استطاع تحويلها إلى مقامات عربية، بأسلوبه الخاص، أي أنه أخضع الموسيقا الغربية للنغمة الشرقية وليس العكس.
رؤية – أديب مخزوم