مضت أيام قليلة على القرار الحكومي القاضي بتخفيف الإجراءات الاحترازية للتصدي لجائحة كورونا، وبدأت على إثر ذلك تعود الحياة إلى طبيعتها، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه وسط هذا التسارع الملفت في العودة إلى مرحلة ما قبل تطبيق إجراءات الوقاية والحظر، هل نحن على قدر عالٍ من المسؤولية والوعي الوطني للتعايش مع هذا الوضع الاستثنائي لجهة تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تضمن السلامة الشخصية والعامة؟.
بحسب المشاهدات الاستقصائية التي قمنا بها فإننا لا نبالغ إذ نقول أننا لم نفاجأ بحجم الاستهتار واللامبالاة التي لاتزال تعتري الكثيرين وتسيطر على سلوكهم وسيرورة حياتهم، وهذا مؤشر وإنذار على أننا مازلنا في دائرة الخطر، بل إننا لم ولن نخرج منها إذا استمرينا بهذا الاستهتار المفرط.
صحيح أن الوباء ما يزال في مرحلة يمكن القول عنها أنها مستقرة وشبه ثابتة نتيجة قلة عدد الإصابات، لكن هذا لا يعني بحسب ما أفادت به وزارة الصحة أكثر من مرّة أننا في منأى عن الخطر أو بعيدون عنه، وهذا ما يوجب علينا ومن باب المسؤولية الوطنية والأخلاقية أن نتحلى بقدر عالٍ من الوعي والمسؤولية الوطنية حتى نجتاز هذه المرحلة الخطيرة.
إجراءات احترازية ووقائية بسيطة نقوم بها، كتجنب أماكن الازدحام وترك مسافات آمان وارتداء الكمامات والقفازات عند مخالطة الأخرين، وتجنب لمس الوجه والعينيين والفم، وغسل اليدين عند العودة إلى المنزل والاعتناء بالنظافة الشخصية، من شأنها أن تحمينا وعائلاتنا ومجتمعنا.
في واقع الحال إن مجرد النزول إلى الشارع والأسواق تكفي لخلق انطباع أن حال الكثيرين مازال خارج حدود الوعي الوطني والمسؤولية الأخلاقية، وهذا بحد ذاته يشكل فجوة في أمننا الصحي، لنراجع أنفسنا قبل أن يُداهمنا الخطر في عُقر دارنا.
عين المجتمع- فردوس دياب