الملحق الثقافي:علم عبد اللطيف:
الذين يكتبون نصوصاً لا علاقة لها بالتراث والتاريخ وربما اللغة، ولا يلقون بالاً للصورة الشعرية البيانية، لا أوزان الفراهيدي، ولا محدّدات سوزان برنار، أدركوا بفطرتهم الحداثية.
إن الحداثة ليست معطىً ثابتاً، وليست مُنجَزاً متكاملاً، وأنها تولد في كل لحظة
مغفلة مرجعيتها.
لا يحملون همّ العالم بالسذاجة التي حملناه فيها، ولا الأرض المغتصبة، ولم يهتموا بسجالات التراث والمعاصرة، والتراث والثورة، والثابت والمتحول. هؤلاء الذين يتكلمون عن أنفسهم ببساطة وشفافية، عن حبّهم للحياة رغم مظاهر الموت.
هل أنْبَنَتْ أناهم المبدعة في مناخات غير تلك التي أنبتت فيها ذواتنا المبنية في مرحلة الأنا الشمولية، في مراحل التفكير الشمولي، فجاءت نصوصُنا تدّعي العلم بكل شيء، وتحمل هم كل شيء، وتبكي كل شيء.
لا نستطيع الفكاك من كارثة مفترصة أو حقيقية، نلتصق بها كأنها قدرنا، وجاءت نصوصهم أقرب إلى فهم الحياة منا.
خاطبوا الحياة بلغة العصر التي أدركوا أهميتها أكثر منا. لم يعلنوا نفير البكاء مثلنا.. نحن جيل الخيبة.
التاريخ: الثلاثاء12-5-2020
رقم العدد :998