ثورة أون لاين :
منذ ظهور “الدبابير القاتلة” لأول مرة في الولايات المتحدة قبل أيام، والعالم يشعر بالقلق منذ ذلك الخطر الجديد، الذي لم يخطر على بال، ويتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد.
فقد عادت تلك الدبابير القاتلة لتتصدر عناوين الصحف بعدما لقي رجل مصرعه في شمال غرب إسبانيا، إثر لدغة قاتلة من “الدبور الآسيوي العملاق”.
حيث لدغ الرجل، وهو من فيليسترو في غاليسيا، ويبلغ عمره 54 عاما، في حاجبه بواسطة الدبور، بينما كان قريباً من عش دبابير يقع عند خلية نحل يمتلكها.
ورصدت الحشرات الآسيوية القاتلة لأول مرة في نهاية الأسبوع الماضي في ولاية واشنطن الأميركية، ويمكن أن يصل طول تلك الدبابير إلى بوصتين، ومن المعروف أنها يمكن أن تمحو مستعمرات النحل في غضون ساعات، لكنها ليست أخطر الحشرات التي تتواجد على كوكبنا.
حيث أن الدبابير يمكن أن تقتل ما يصل إلى 50 شخصاً سنوياً، فيما حذر خبراء من أن مثل هذه التقارير أثارت ذعراً قد يؤدي إلى المزيد من الضرر “غير الضروري”، لأن الأمر يبدو في المجمل “استثنائي”، وليس منتشراً على نطاق واسع.
أما الحشرة الأكثر خطورة فهي للمفارقة، معروفة للغاية، ونسمع عنها وربما نراها بشكل مستمر، وهي البعوض.
وفقا للورانس ريفز، “وهو باحث مساعد في مختبر فلوريدا لعلم الحشرات الطبية” فإنه و”إذا كان هناك أي حشرات تستحق الخوف، فهي البعوض. فإن البعوض أحد أخطر الحيوانات في العالم على البشر بسبب الأمراض التي ينقلها.
وإذا كان الدبور الآسيوي يقتل 50 شخصاً سنوياً في جميع أنحاء العالم بسبب الحساسية أو اللدغات المتعددة، فإن الأمر يختلف تماماً بالنسبة للبعوض.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من 700 ألف شخص من الأمراض التي ينقلها البعوض كل عام.
في حين أن هذه الأمراض لا تزال نادرة نسبياً في الولايات المتحدة، فإن الخطر ليس منعدماً، ويقول ريفز: “في الولايات المتحدة، أتوقع أن تكون الإصابة بفيروس ينتقل عن طريق البعوض أمر شائع”.
وتشمل الأمراض الشائعة التي ينقلها البعوض في الولايات المتحدة فيروس غرب النيل والدودة القلبية عند الكلاب.
لكن عام 2019 شهد اندلاعاً كبيراً لالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي، وهذا المرض الذي ينقله البعوض أصاب 38 شخصاً على الأقل في الشمال الشرقي والوسط الغربي الأميركي، وقتل 15 منهم، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي خطير للغاية، إذ يموت واحد من كل ثلاثة أشخاص يصابون به، ويواجه أولئك الذين يعيشون على قيد الحياة في كثير من الأحيان تلفاً عصبياً.
من جهة أخرى يعض البعوض عندما يكون جائعاً، بينما لا تلدغ الدبابير الآسيوية إلا إذا شعرت بالتهديد والخوف، وفي هذا السياق يقول ريفز: “إذا تركتها بمفردك، فمن المحتمل ألا تزعجك أبداً”.
وتعتمد أنثى البعوض على الدم لتحميل البروتين الذي تحتاجه لصنع بيضها.
وفيما يشعر الباحث بالدهشة للضجة التي صنعها خبر ظهور الدبابير الآسيوية العملاقة، فإنه يشير مرة أخرى إلى عوامل تجعل البعوض أكثر خطورة، إذ يكتشف علماء الحشرات أنواعاً جديدة من البعوض كل عام، وأحياناً مرات عدة في السنة في ولاية فلوريدا.
فهناك أكثر من 3 آلاف نوع من البعوض في جميع أنحاء العالم، وتحمل تلك الأنواع المختلفة فيروسات مختلفة.
ويستطيع البعوض أن يعيش في أي مكان تقريباً، سواء في الولايات المتحدة، أو العالم، طالما هناك مياه راكدة وبعض الدفء، أما الدبور الآسيوي العملاق فقد تم رصده في أماكن محدودة، ومع ذلك أثار ضجة هائلة.