ثورة أون لاين- هفاف ميهوب:
ما نسمعه ويتكرر من أفواههم، هو سموم ما يضمرون وتزفرهُ أنفاسهم.. ما نراه من ضلالهم يثير فينا الغضب، ويُشعرنا كأننا نعيش جاهليةِ أبي لهب.. ما نقرأه من أفكارهم الدونية، يشي بمقدار أحقادِ من أضاعوا أو خانوا أو باعوا، الانتماء للحياة والإنسانية.
إنهم الهائمون على تعصبهم، ممن لا يمكن رفع أخلاقهم أو ضمائرهم.. المتهافتون على إبداء الآراء، بمنطقٍ يدور عارياً في العماء.. عماءُ الأفكار الجاهلة، والأفعال غير العاقلة.. المواقف المسعورة، والدعوات الممهورة.. بأصنافِ الشرِّ اللامسؤول، وصراعه الشرس مع المعقول.. المحرِّضُ بدموية فكره، أو عقيدته ومكره.
هم المقيمون في العقل البدائي الذي يرفضُ الاسترشاد بالوعي.. المتحجرة عقولهم والمفخخة ميولهم، بالعنفِ والقرف اللفظي.. الرافضون لسماع الرأي الآخر والشتَّامون له، المحرضون على إدانته وتكفير صاحبه..
المنساقون وراء أعداء حقِّنا وحقيقتنا.. وقود الفتنة الذين استحقوا لعنة سوريتنا.. أبناء الإرث المتخم بأنانيته، ومعتنقي الفكر المتسربل بدمويته.
للأسف، هم فينا وحولنا ويستشروا في مجتمعنا.. هم أولئك الذين تسلَّلوا إلى منابرِ الفضاء سقوطاً ليس بعده ارتقاء.. صعدوا وشتموا واتَّهموا وخوَّنوا وحرَّضوا وهدَّدوا.. رفضوا الانصات للحقّ وأنكروه، تجرّدوا منه وبعدها اغتالوه.
اغتالوه ببشاعةٍ امتطوها، فكانت حقيقتهم وأعلنوها.. أقزامُ الحياة وضآلتهم، موبوءة كما بصمتهم.. لعنة الوطن العظيم، على وجودهم الرجيم.. لعنة الدم الشريف، عليهم أبد النزيف.. لعنة الأرض ومن عانقها، شهداءٌ نبضوا في عمقها..