ثورة أون لاين- غصون سليمان:
على أبواب الفرح رسمت الأسرة السورية بكل معانيها الإطار العام للحياة اليومية والمستقبلية.. خطوات من جليد ذوبتها بحرارة دفئها، وفرشت على طريق الآمال والأحلام ذكريات من وجع يشهد لإيقاعه المتجدد تعب الأيام وويلات السنين التي كانت أكثر من قاسية.
الأسرة السورية على مرّ أيامها كانت ومازالت قادرة ومقتدرة رغم كل ما أصابها من ضيق وفق تصنيفها العام..
فقد تغلبت على الحزن بالصبر، والضيق بالأمل والعمل، وفقد الأحبة بالوعي والتحدي، وفاجأت العالم بحجم التضحيات على جميع المستويات، تخطت كل الحواجز، وطوعت المستحيل ليصبح ممكناً.. فالآباء كانوا وما زالوا وسيبقون صانعي مجد، والأمهات على مدى الدهر صانعات حياة، فيما عيون الأبناء ترسم ملامح المستقبل لتعويض الفاقد الذي نخر في ضلوع أبناء المجتمع بؤساً وفقراً وقتلاً وتخريباً على مدى سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية التاريخ والإنسان.
في اليوم العالمي للأسرة الذي يصادف السادس عشر من أيار من كل عام يقف السوريون ذكوراً وإناثاً على أبواب القدر محتوماً كان،أم طارئاً، يفتحون نوافذه الموصدة ويرممون الشقوق التي استطالت خطوطها وتشعبت مساحتها، مؤمنين بأن الحياة لا تقف عند أي خسارة أو بلاء مهما كان كبيراً وارتداداته كارثية.
فالأسرة هي النواة التي تستقطب كل ماحولها طالما تشكل النقطة الأهم في مركز الدائرة الشاملة للعمل والأمل والجاذبية..ولنا في ذلك إضاءات لا تعد ولا تحصى حول ما قدمته العائلة والأسرة السورية على الصعيد الوطني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والتوعوي، كانت على قدر المسؤولية الأخلاقية والوطنية والمجتمعية،عينها على الوطن دائماً، تتفقد أحواله بتضحيات أبنائها الكرام. وعين على التربية والتعليم واستنهاض عزيمة الجيل وغرس قيم المحبة والهوية والانتماء، وتعزيز مفهوم قيم العمل والإنتاج، والمحافظة على طاقات ومقدرات أبناء المجتمع وعدم هدرها بالفوضى واللامبالاة.
عائلة سورية بلغتها الجمعية، بلسمت جراحاتها على امتداد جغرافية الوطن،عانقت شموخه، وتعطرت بأنفاس شهدائه، وتزينت بألوان فسيفسائه،معانقة حدود الشمس وهي تنقش على جدار الزمن بلحن الكلمات “صمود سورية العظيم.. بشائر عزة ..زفُت ومازالت تزف على كامل البساط الأخضر والأحمر ،لكل الآمال والضمائر، قصص بطولة وحكايات وطن،من الزمن السوري العصي على الانكسار. كل عام والمجتمع السوري أكثر تماسكاً وقدرة على العطاء.