في الوقت الذي يتفرغ فيه العالم لاحتواء وباء كورونا القاتل، الذي يهدد البشرية ويدمر اقتصادات الدول، نرى الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها وأدواتها الإرهابية يتفرغون لأشياء معاكسة كنشر الفوضى الهدامة واحتلال أراضي الآخرين وسرقة ثرواتهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين وارتكاب الجرائم بحق الإنسانية، وتسعير الإرهاب في منطقتنا والعالم لتحقيق أجنداتهم المشبوهة.
ومن يراقب السياسات العدوانية للإدارة الأميركية تجاه سورية ودول المنطقة وتسعيرها للإرهاب في طولها وعرضها يدرك هذه الحقيقة تماماً، فمن إعادة تدوير وإنتاج التنظيمات المتطرفة إلى حمايتها مروراً بالاستعداد لإطلاق حلقة جديدة من حصار الشعب السوري ومعاقبته تحت مسميات باطلة مثل ما يسمى قانون (قيصر) المزعوم وغيره.
كما أن الوقائع على الأرض، تؤكد قيام إرهابيي أردوغان ومرتزقة ترامب بتكثيف أنشطتهم الإرهابية وإدخال المزيد من العناصر المتطرفة والسلاح إلى مناطق الشمال والجزيرة، مستغلين انشغال العالم بوباء كورونا، والتمهيد للتحضير لمزيد من الأعمال الإرهابية بحق السوريين وجيشهم الوطني، تشير جميعها إلى أن النظامين الأميركي والتركي مازالا يسيران عكس التيار العالمي الذي يتفرغ بشكل كامل لمواجهة الوباء القاتل.
هكذا تتضامن دول العالم في مشهد إنساني منقطع النظير لتعبر عن وحدتها الإنسانية، بينما تنسف أميركا والنظام التركي كل ما يمت للتضامن الإنساني بصلة، لأنهما باختصار لا يمتان لمنظومة الإنسانية ولا يشتركان معها بأهم مقوماتها.
وهكذا تتكاتف دول العالم الحر ومنظماته الصحية ومؤسسات الإغاثة الدولية لتطويق آثار الوباء القاتل الذي فتك بعشرات آلاف البشر، على حين يتفرغ هذان المعتديان لقتل المزيد من البشر، وإعادة تدوير التنظيمات المتطرفة والاستثمار بالإرهاب إلى آخر مدى ممكن.
بقعة ساخنة -بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة