إرساء دعائم التنمية المستدامة الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية يتطلب التركيز على الأبحاث العلمية بشكل عام، وعلى الأبحاث العلمية الزراعية بشكل خاص، فالزراعة هي الركيزة الأساسية في توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتوفير كميات كبيرة من المحاصيل التجارية القابلة للتصدير، والتقليل من كمية استيراد المواد المماثلة وبالتالي توفير كمية كبيرة من القطع الأجنبي التي كانت تذهب للاستيراد وتوفيرها لتعزيز الاقتصاد.
انطلاقاً من ذلك يجب إدخال أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية ووضع خطة للتوسع في زراعة المحاصيل ذات القيمة الغذائية والاقتصادية العالية مثل نبات الاستيفيا، والذي يعد بديلا عن السكر الأبيض، حيث أوضحت الدراسات أن هذا النبات يحوي على مركب بلوري أبيض نقي أحلى من سكر الطعام بـ 300 مرة دون أن يكون له تأثير سلبي على تركيز السكر في الدم, لذلك اعتبر كمادة هامة لعلاج مرضى السكري ويكفي 2-3 ورقات منه لتحلية كوب من الشاي أو القهوة، وقد كشف تقرير عن نبات سكر الاستيفيا أن له قوة تحلية تفوق المستخدم في الطعام، والمادة السكرية فيه تعتبر مكملا غذائيا يمكن استخدامه في أكثر من 500 منتج غذائي، كالعجائن والمخبوزات والأدوية، ولا يمثل خطرا على مرضى السكر والضغط وكافة الأمراض المعروف تأثرها بزيادة أو نقص نسبة السكر في الدم؛ لأنه منخفض الطاقة، ويعمل على زيادة النشاط ويحفز جهاز المناعة، كما أن محلول أوراقه مضاد للتسوس، وله نشاط مضاد للبكتيريا وله استعمالات كمكملات غذائية.
نبات “الاستيفيا” من الزراعات الجديدة المربحة، ويحظى بإقبال كبير في الأسواق الدولية، وتقدم الدول له الدعم والرعاية وتعمل على نشر برامج توعية لتشجيع زراعته، وقد أدرجته العديد من تلك الدول ضمن قائمة النباتات الهامة المعدة للتصدير لأته يحقق مردوداً اقتصادياً عالياً، سواء للدولة أو للمزارعين، إضافة لكونه من الزراعات التي لا تتطلب الكثير من المياه، ويمكن زراعته في مختلف أنواع الأراضي.
سورية بلد زراعي بالدرجة الأولى وتشكل الزراعة العمود الفقري لاقتصادها، لذا يجب ادراج هذه النبات ضمن الخطة الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية، والاهتمام به والتوسع بزراعة هذا المحصول الواعد والاستفادة منه بالاستثمار الصناعي والغذائي والدوائي عن طريق شركات القطاع العام والخاص والعمل على نشره في سورية واستثماره نظرا لأهميته وفوائده وعوائده.
أروقة محلية – بسام زيود