على الرغم من أنها ليست المرة الأولى إلا أن حالة التذبذب التي يشهدها سعر صرف الليرة مقابل الدولار حاليا تعتبر الأخطر خاصة أن التراجع وصل إلى حد غير مسبوق ناهيك بالتوقيت الذي تزامن مع قرب عيد الفطر المبارك والذي يشهد حاجة للتسوق وشراء مجموعة من السلع..
اللافت في الأمر أن سبب هذا التراجع لم يعد ذا أهمية لدى الكثيرين ربما مع تكرار هذه الحالة ويقين الكثير أن ما يجري ويصيب العملة السورية عائد لأساليب وسيناريوهات الحرب والحصار والعقوبات على سورية وبالتالي فما يهمنا اليوم ينحصر في إدراك ومعرفة كيفية تفادي الآثار السلبية لما يجري قدر الإمكان والقدرة على الاستمرار والحفاظ على القدرة الشرائية لدى السوريين مع القناعة أن هذا الأمر اصبح ضربا من ضروب المستحيل..
المطلوب اليوم هو البحث عن الحلول لوقف هذا التدهور الكارثي لنرى أن الأعناق تتطاول لمعرفة كيف ستتصرف الجهات المعنية للتدخل لضمان عودة ضبط الإيقاع بما يحفظ الليرة واعادة التوازن للاسعار في الأسواق..
النتائج بدأت في الظهور على الرغم أننا لم نلحظ الإجراءات التي تم اتخاذها باستثناء تأكيد مصرف سورية المركزي استنفار أدواته لتشديد الرقابة على مكاتب وشركات الصرافة والمضاربين ولعل اول الغيث تحسن سعر صرف الليرة مقابل الدولار بحوالي ٢٠٠ ليرة خلال ساعات.
ما نبحث عنه اليوم يتمثل في ايجاد حلول وخطة بنيوية لإعادة التوازن لسعر الصرف باللجوء إلى أصحاب الخبرة من الاقتصاديين الذين مازالوا يؤكدون أن الحل الرقابي وحده لا يكفي، فهو جناح مهم، إلا أنه بحاجة لجناح آخر حتى نحصد النتائج المنتظرة، حيث تحدث البعض عن ضرورة الدخول لخط سندات الخزانة عبر طرحها للاستثمار مع لحظ فوائد مرتفعة تصل إلى ١٥ % وأيضا التوجه نحو الإقراض الحقيقي والنهوض بواقع الإستثمار الصناعي وتأمين فرص العمل والبعض يعتبر ماذكر أنه الحل الأمثل على الرغم أنه طويل الأمد إلا أنه لا خيار في ظل عدم القدرة على التدخل التقليدي نظرا لضعف الموارد من القطع الأجنبي.
على الملأ-بقلم أمين التحرير:باسل معلا