ثورة أون لاين-يمن سليمان عباس:
عيد بأية حال عدت ياعيد ..تلك صرخة المتنبي وهو بعيد عن الأحبة والديار , كررها كثيرون ومضوا بها , ولكن لم يقف البعض عند معاني الحياة التي يقدمها العيد , لم يروا إلا الحزن والاسى , وهذا قد يكون صحيحا , لكن العيد حياة وفرح , فرح بما أنجز الانسان في مسيرة حياته , بما قدمه للوطن وللناس , العيد بسمة طفل , ودمعة أم تشتاق ابنها وهي تعرف أن سواعده السمر تحميها من عدوان الهمج , تعرف أنه العيد لها , ولنا , للارض لكل ما في الحياة من معان , العيد اليوم وغدا وبعد غد , ما تراكم من عطاءات قدمناها ونعرف أن ثمة حقولا من القمح سوف تنضج لنبقى , ليستمر الوطن وفعل الفداء , العيد , أن نكون معا يدا بيد , أن نجترح المعجزات ونحن نمضي بصناعة الحياة , كل ما في العيد , يعني أننا القادرون على زرع الامل , زرع الثقة أننا نحن صفحة في موكب الفجر الطويل , موكب أنارته مشاعل مقدسة , للعيد ابطاله , فلاح وعامل , وجندي , وطبيب ومهندس , وعامل , لكل من يقبض على تراب الوطن بالنواجذ وينزف دمه ليعطره , إليكم السلام , فأنتم العيد , وكل عام والوطن العيد الأبهى والأنقى , وكم هو رائع أن نستعيد ما قاله بدر شاكر السياب :
سلام على العالم الأرحب
على الحقل والدار والمكتب
على معمل للدمى والنسيج
على العش والطائر الأزغب
على التوت وسنان فيه الأريج
ووقح المجاديف في المغرب
على زهرة في وساد العروس
على صبية في انتظار الأب
على شاعر تستحم الشموس
بعينيه يصغي الى جندب
سلام على العالم الأرحب
علينا لها أنها الباقيه
وأن الدواليب في كل عيد
سترقى بها الريح جذلى تدور
ونرقى بها من ظلام العصور
الى عالم كل ما فيه نور.