إن لم تستح فتفوه بما شئت من الأكاذيب والترهات.. هو حال رئيس نظام الاحتلال التركي اليوم الذي ورغم تيقنه المطلق بأنه لا يختلف عن نظيره الصهيوني في شيء، وبأنه ونتنياهو يكملان بعضهما البعض، ويتبادلان الأدوار اللصوصية التوسعية التخريبية المرسومة أميركياً للمنطقة، وتحديداً سورية، إلا أن ذلك لم يحُلْ بينه وبين استكمال عرض مسرحياته المكشوفة، واستعراض مزاعمه الممجوجة والمعجونة بلغة النفاق الفاضح.
“لن نقبل بمنح الأراضي الفلسطينية لأحد”.. زعمها اللص أردوغان ممتطياً سرج العنتريات الجوفاء، متناسياً أن مزاعمه هذه، وخطاباته التي تدعي زورا الحرص على الحقوق الفلسطينية، لم يعد لها أي مكان، أو أي قيمة لمن يسمعها، فحال ادعاءاته هنا كمن يجرب المجرب، وحادثة سفينة مرمرة خير مثال على ما نقول، بل ووجود ما يسمى السفارة الإسرائيلية على الأراضي التركية، ومنح أنقرة جزءاً من قاعدة انجرليك الجوية للكيان الصهيوني لتكون قاعدة لتوسيع نطاق عدوانه على الدول المدافعة عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واستمرار التنسيق والعلاقات بين الجانبين الإرهابيين هي أكبر برهان على كلامنا هذا.
أردوغان يواصل إيعازاته لقواته المحتلة في الشمال السوري بأن تكثف تمركزها، كما يأمر مرتزقته بأن يرمموا صفوفهم، ويحاول ما استطاع أن يجمع بينهم، وهم المتناحرون في الميدان على الغنائم والمسروقات، ويحضر لعدوان جديد بنشر منظومات جوية أميركية الصنع في ما يسمى معسكر المسطومة جنوب ادلب، ويدخل المزيد من الأرتال العسكرية تضم عشرات الآليات المحملة بالمرتزقة والأسلحة والعتاد باتجاه عمق ادلب، عدا عن قيام مرتزقته بحرق مساحات واسعة من الحقول الزراعية بريف الحسكة تناغما مع الإرهاب الأميركي الممنهج.
الأمر ذاته يقوم به الاحتلال الاسرائيلي فهو لا يترك أي فرصة لدعم الإرهابيين وقتلة السوريين وتأمين الملاذ الآمن لهم من ضربات الجيش العربي السوري، وينتهج نفس سياسات أردوغان العدوانية، فيوعز لمستوطنيه بإحراق عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين الزراعية لإجبارهم على الخنوع والاستسلام لمخططاته الاستيطانية.
وبعد ذلك يحدثنا اللص التركي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وبأنه لن يقبل بمنحها لأحد، ربما لأن مشروعه الإرهابي لا يقف عند سورية أو ليبيا، وإنما يمتد ليطول الأراضي الفلسطينية في سياق “صفقة القرن” الشريك حتى العظم بكل فصولها، وربما قد يكون بخطابه الأجوف هذا، يحاول حرف الأنظار عن دوره المرسوم أميركياً وإسرائيلياً، ولا يعدو بالتالي عن كونه محاولة أميركية صهيونية فاشلة لتلميع صورة أردوغان المحروقة أصلاً، ورفع مستوى شعبيته المنهارة في الداخل التركي، فالواقع والتاريخ يقولان إن ما يعلن عنه على المنابر والشاشات يختلف تماماً عما يتم تحضيره من تحت الطاولة.
اللافت أن اللص العثماني وفي ذات اللحظة التي كان يتبجح بها عن خطوطه الحمراء لشريكه الاسرائيلي، حطت على أراضي بلاده طائرة شحن تابعة لخطوط العال الاسرائيلية الأمر الذي اعتبرته حكومة العدو الصهيوني بأنه سيساعد على تسيير رحلات بين الجانبين، وسيعزز التبادل التجاري بينهما للوصول إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون على مختلف الصعد.
أردوغان ونتنياهو تعميهما أحقادهما على السوريين، فيما قافلة انجازات وانتصارات بواسل الجيش العربي السوري تسير بلا هوادة، لتعيد رسم المشهد الاقليمي والدولي على إيقاع النصر السوري شاء من شاء وأبى من أبى.
نافذة على حدث – ريم صالح